




5
وجهة نظر جينا
"قدموها للأمام. أريد أن أرى ما أنظر إليه." صوته العميق والبارد أرسل اهتزازات عبر جسدي، ودفعني يد كبيرة للأمام مما جعلني أتعثر أمام قدميه.
استطعت أن أراه بوضوح، وانحبست أنفاسي في حلقي. عيناه الزرقاوتان كالجليد باردتان وحسابيتان، ومع ذلك تحملان جاذبية مغناطيسية جذبتني إليه. أشعر وكأنه ينظر إلى أعماق روحي. تجنبت النظر إليه، حتى لا يأخذ نظرتي كتحدٍ، لكن رافين كان يجن جنونه في رأسي.
في كل الشائعات التي قالوها عنه، لم يذكر أحد كم هو وسيم وجذاب. إنه وسيم للغاية وكأنه حلم.
إنه بكل صفات الذكورة، لديه شعر بني كستنائي مربوط في كعكة، ولحيته بنفس اللون. فكّه حاد لدرجة أنه يمكن أن يقطع الزجاج، ولا أمانع في تقبيل تلك الشفاه الممتلئة المثالية. عضلاته كانت واضحة تحت قميصه الحريري الذي كان مفتوحًا زرين، واستطعت رؤية لمحة من صدره العضلي ووشم نسر عليه.
حاولت جاهدة ألا أحدق بشدة، لكنني أردت أن أرى المزيد.
تلاقت نظراتي معه، ورأيت فكّه مشدودًا، فحولت نظري بعيدًا بخوف. الملك ألفا الوسيم والبارد هو رفيقي، ولم يبدو سعيدًا بذلك.
رفع قامته عن العرش، مهيمنًا عليّ بجسمه الطويل والمرعب والعضلي.
ابتلعت بصعوبة عندما غمرني هالة الألفا خاصته، ونظرت لأسفل استسلامًا عندما توقف أمامي.
"انظري إليّ أيتها المتشردة، من الوقاحة النظر إلى الأرض في حضوري." أمرني، ورفعت عنقي لأقابل وجهه الذي كان يعبس بغضب.
"ما اسمك؟" سأل بصوت آمر، تردد صداه في القاعة الواسعة.
ابتلعت بصعوبة، محاولًا جاهدة العثور على صوتي، ووجدت من الصعب التفكير وهو قريب مني هكذا. "اسمي جينا، يا جلالتك." همست أخيرًا عندما وجدت صوتي.
انحنى للأمام، يدرسني. "جينا، المتشردة التي تجرأت على دخول أرضي. هل تفهمين خطورة أفعالك؟"
امتلأت عيناي بالدموع وأنا أهز رأسي، غير قادرة على الكلام.
للحظة، ظننت أن كوني رفيقته سيغير الأمور. لكنني أعتقد أنني كنت مخطئة.
"الموت هو العقاب المعتاد على التعدي"، أعلن، صوته يزداد حدة وفتكًا مع مرور الثواني. حدقت في عينيه الزرقاوتين دون أن أرمش.
"ومع ذلك، اعتبري نفسك محظوظة—أشعر بالرحمة اليوم." قال بابتسامة قاسية تلعب على شفتيه.
غمرني الشعور بالارتياح، والأمل يلمع في داخلي، فقط ليتلاشى بينما واصل حديثه. "ستعملين في قصري كخادمة وضيعة. خادمتي الشخصية. اعتبريها فرصة للتكفير. افشلي، وستكون العواقب وخيمة."
كادت أن تذهب عني الوعي عندما استوعبت كلماته. لم يردني كرفيقة له بل كخادمة. تمامًا مثل هارلين، لا يريدني كرفيقة.
ضحكة انطلقت منه بينما كان ينظر إليّ، وشعرت وكأنه قرأ ما في ذهني. هل يمكن للرفقاء قراءة أفكار بعضهم البعض؟
"أوه أيتها المتشردة الصغيرة، لم تظني أنني سأقبلك كرفيقة لي، أليس كذلك؟ كما ترين، من المفترض أن أتخذ عروسًا كرفيقة ولونا. لكن شيوخ مجلس الذئاب لن يسمحوا لي بتتويج الشخص الذي أريد أن أجعله ملكتي ولونا. والآن، لست مهتمًا بتلك الهراء. لكن أعتقد أنني وجدت الحل لمشكلتي." قال بصوت عميق وبارد.
استمعت إليه، والارتباك والألم يملآن قلبي. لم يكن يريدني. أليس من المفترض أن يرغب الأزواج في بعضهم البعض؟ إذا لم يكن يريدني، فلماذا لم يرفضني ويطلق سراحي؟
كانت الدموع تحرق عينيّ، لكنني ابتلعتها.
"ستكون خدمتك مختلفة عن باقي الخدم. وظيفتك ستكون التظاهر بأنك ملكتي ولونتي في العلن بينما تلبين احتياجاتي في الخفاء. من الآن فصاعدًا، أنا أملكك!" زأر.
"سأفعل بك ما أشاء. إذا عارضتني، سأقتلك كالحيوان."
وقفت هناك مشلولة من كلماته، وثقل توقعاته يسحقني.
هل سأتصرف كلونا مزيفة؟ بدلاً من أن يقبلني زوجي ويحبني، قرر أن أكون قطعة شطرنج تحت رحمته.
"ستحملين لقب ملكتي ولونتي. ستبتسمين، تلوحين وتومئين في العلن، ولكن في الخفاء ستكونين تحت أمري."
كلماته أرسلت قشعريرة في عمودي الفقري، ولم أستطع العثور على القوة للرد. أحلامي بأن أُحب وأُحترم وأُحمي من قبل زوجي تحطمت كلها في غمضة عين. للمرة الثانية في حياتي.
انزلقت دمعة على خدي عندما اصطدمت بي الحقيقة.
فتحت شفتي لأتحدث عندما قاطعنا صوت.
"داجين"، قال الصوت، مما جعلني ألتفت في اتجاه الصوت. جاءت من امرأة تكبرني قليلاً. كانت جمالاً مذهلاً بشعر أسود حالك. كانت تتحرك بنوع من الرقي الذي يناسبها. من هي؟
جاءت إلينا، واقفة بجانب داجين. كانت عيناها عليّ. بدت هادئة وودودة، لكن كان هناك نار من الغضب تتلألأ في عينيها، والتي تلاشت بسرعة. ابتسامتها السهلة عادت، متجهة نحو داجين.
"داجين." الطريقة التي نطقت بها اسمه جعلت معدتي تتقلص.
"من هي؟" سألته.
جعلتني أشعر بالانكماش. عينا داجين انتقلت من المرأة لتجدني.
لف داجين يديه حول خصرها. "مشكلة صغيرة مع متمردة واجهناها عند الحدود هذا الصباح."
مشكلة صغيرة؟ أنا، زوجته المقدر لي، مشكلة صغيرة؟
"آه، أرى"، قالت بنبرة استعلائية. حكمت عليها بسرعة، لم تكن هادئة وودودة كما بدت. كان هناك شيء عنها مخادع.
"أنا جينا، زوجه. وأنت؟" سألت، ثم ندمت فورًا. اتسعت عيناها أيضًا في صدمة.
"احذري كلماتك في قصري إذا كنت ترغبين في الحفاظ على رأسك. نيديا هي متفوقة عليك وزوجتي المختارة. يجب أن تُحترم. ستصبحين ملكة ولونا كما ينبغي لزوجتي، لكن نيديا ستتولى واجباتك في الظل. وعليك خدمتها كملكتي ولونتي."
كلماته آلمتني. إذا كان لديه شخص آخر، فلماذا لم يرفضني كزوجته؟ كلماته بدت وكأنها تسر نيديا. اتكأت في ذراعيه، واضعة قبلة على شفتيه، أمامي، زوجته المختارة.
هل كان هذا المصير أفضل من الموت؟ حياتي لن تكون لي بعد الآن. سأكون دميتهم. الملكة ولونا المزيفة الحلوة.
بدأت الدموع تتدفق من عيني.
"ولا أدين لك بشيء. تفعلين ما أطلبه منك عندما أطلبه. آمل أن يكون كل ما قلته حتى الآن واضحًا لك؟"
استمرت الدموع في الانزلاق من عيني، وأومأت ببطء. كنت محاصرة ومحكوم عليّ أن أعيش حياة لم تعد حياة.
اختارني ملك الألفا كملكة ولونا، ولكن بأي ثمن؟
هل كان يستحق عندما لم تعد حياتي لي؟
"أم يجب أن أرفضك فقط؟" صوته دوي، قاطعًا أفكاري المتجولة، وأعادني إلى الواقع.