Read with BonusRead with Bonus

الفصل 2

رأيت فتاة.

شعرها الأشقر الأبيض يتطاير في الريح وهي تجري. كانت تجري بأقصى سرعة تستطيعها قدماها عبر الغابة المظلمة، وللحظة كنت أقسم أنها هي.

شعرها كان يتناقض مع الشفق المبكر الذي كان يعلق منخفضًا فوق الغابة، مما جعل وجودها واضحًا بشكل مؤلم.

لم تستطع الاختباء، لم تستطع القتال، لذا كانت تجري.

كانت تجري بسرعة، لكنها كانت تقريبًا متعثرة، كأنها لم تكن تتحكم تمامًا في أطرافها.

عندها أدركت أنها لم تكن هي، ولكن الفتاة التي أمامي لم تكن ترى، كانت عمياء. كانت تتلمس طريقها بين الأشجار والشجيرات، محاولة يائسة للهروب من خاطفيها.

كل شيء داخلي كان يصرخ للذهاب إليها، لكنني لم أستطع التحرك. كنت مجرد مشاهد في هذه اللعبة المريضة من القط والفأر.

عيناها كانتا تحملان قزحيتين لبنيتين تتجولان بلا جدوى. كنت أسمع دقات قلبها في صدرها. عيناها كانت زرقاء.

انطلقت، لكنها سقطت.

سقطت في عالم من الظلام، عبر حفرة أرنب وهبطت في غرفة حجرية مظلمة.

كانت يداها مقيدتين بسلاسل معدنية سميكة وشخصية في معطف أبيض تلوح فوقها. كان هناك برميل خشبي مملوء بالماء، نظرت إلى انعكاسها، مكسورة ومهزومة. رائحة الدم، مختلطة برائحة المعدن والدموع المالحة كانت تثقل الهواء، كدت أختنق من الرائحة وارتفعت الصفراء في حلقي.

هل كانت تستطيع الرؤية؟

وحشي كان يثور داخلي عندما دفع الشخص المغطى بالمعطف الأبيض رأسها تحت الماء.

لم أستطع التنفس، كنت أخدش صدري وحلقي لكنني لم أستطع منع نفسي من الغرق معها.

استيقظت فجأة، جالسًا ويداي لا تزالان تمسكان بحلقي.

كان مجرد حلم.

لم تكن هناك فتاة.

لم تكن هي.

لقد ذهبت، الأموات لا يعودون. رأيت جسدها بلا حياة معلقًا من نهاية حبل. لم يكن هناك عودة من ذلك.

كان كل ذلك خطأي، لو أنني فقط صدقتها.

لو أنني فقط قلت الكلمات التي كانت ترقص على حافة لساني ولكن لم تجرؤ على عبور عتبة شفتي، لكانت لا تزال على قيد الحياة.

الأنثى بجانبي تحركت في نومها، متقلبة لتضع ذراعًا شاحبة بشكل مرعب فوقي.

نظرت إليها باشمئزاز. ماذا لن أفعل لأكون بجانب رفيقتي بدلاً من هذه الفاسقة.

كان اسمها فليك، وكانت تمسك بيدي بينما كان رفيقي يموت أمامي. كل شخص وكل شيء أحببته كان ميتًا، وكان رفيقي هو السبب في ذلك، فقد قتل أختي الصغيرة مع نصف قطيعي عندما أشعلت النار في بيت القطيع. لقد أمرت بإعدامها. كل ذلك كان خطأي.

ولكن الآن أنا عالق، بعد موت رفيقتي أخذت فليك كـ "لونا" لي. لم أستطع رفضها، كان قطيعي أكثر أمانًا بهذه الطريقة، مع وجود لونا. إذا رفضتها، فإن القطعان الأخرى ستحاول تحديني، وأعضاء قطيعي سيتمردون ضدي. ستُسفك الدماء.

"فيما تفكر؟" همست فليك وهي تتمدد قبل أن تجلس بجانبي.

نظرت من النافذة، كان هناك صمت طويل قبل أن أجيب. "كان لدي حلم، ظننت أنه هي..."

"هي ماتت، عليك أن تمضي قدمًا." لفّت ذراعيها حولي فيما كان من المفترض أن يكون عناقًا مريحًا، لكن بدلًا من ذلك شعرت بالبرودة أكثر مما كنت عليه من قبل. "لديك أنا الآن."

كانت ثدييها تضغطان على ظهري، وذراعيها تتدليان حول عنقي كحبل لا أستطيع التخلص منه. كنت مليئًا بالندم. كنت غارقًا فيه، لدرجة أن الطريقة الوحيدة للهروب منه كانت دفنه عميقًا في قاع زجاجة الويسكي. الكحول كانت طريقتي المفضلة في التدمير الذاتي، رغم أن السجائر كانت تساعد أيضًا.

وقفت وسقطت ذراعيها بعيدًا، حرية من القيود التي كانت تربطني. "إلى أين أنت ذاهب؟" سألت بحزن.

"خارج."


كان ضباب رمادي منخفض يغطي الغابة بينما كنت أركض عبر الأدغال.

هربت من مشاكلي، كل واحدة منها. لم أستطع مواجهة الحقيقة، لذلك كنت أشرب لأخفف الألم. إذا لم أستطع الشعور به، فما أهمية ذلك.

بعد موتها لم يكن هناك شيء يهم. الشمس لا تزال تشرق من الشرق وتغرب من الغرب، رغم أن عالمي كان واقفًا. كان هناك حياة قبلها وحياة بعدها، ومع ذلك كنت أجد صعوبة في العثور على معنى لحياتي بدونها. كانت أيامي متشابهة، أعمال القطيع خلال النهار وشرب الوحوش وحدي في الليل.

لم أكن أعرف إلى أين أركض، لم يكن يهمني كثيرًا. لم أكن أتجه في أي اتجاه معين، فقط بعيدًا عن هنا، بعيدًا عن ذكرياتها.

إذا أغمضت عيني وتظاهرت بأنها لا تزال هنا، كانت السرير لا يزال يحمل رائحة عطرها الوردي الناعم، والطعام لا يزال بطعم الوجبات التي كانت تعدها. رغم أن الأيدي التي كانت تلمس وجهي لم تكن لطيفة مثلها. - فليك كانت امرأة قوية، نحيفة ورشيقة لكنها مقاتلة بالفطرة، لم يكن هناك شيء ناعم أو لطيف فيها.

لقد رحلت. لا ذكرى حب ولا دمعة من عين متعبة ستعيدها.

Previous ChapterNext Chapter