Read with BonusRead with Bonus

الفصل 1

آرتميس

كانت عيناي مفتوحتين، لكن كل ما كان أمامي هو الظلام.

ارتجف قلبي مثل بندول مكسور، يصدم ضد قفصه العظمي، يتعثر عند إدراكي أنني لا أستطيع الرؤية. رفعت يدي المرتجفة ببطء إلى وجهي.

لم أرَ شيئًا. لا يد، لا شيء. فقط الظلام.

تلمست عيني بأصابع خشنة، ماذا فعلوا بي؟

لم أستطع التنفس.

فقط الماء ملأ رئتي.

لهثت، مخالبًا في حلقي، لكنني لم أشعر بشيء. لا ماء. كنت أتخيل أشياء.

كنت أتصارع مع يديه القويتين. حاولت الصراخ، حاولت الصياح، لكن فقط طعم مرير ملأ فمي.

شعرت وكأنني أسقط. ثم ارتطمت ركبتي بأوراق الشجر المتساقطة.

أوراق الشجر...

أوراق الشجر.

  • لم أستطع حتى تذكر آخر مرة شعرت فيها بأوراق الشجر. هذا يعني أنني كنت في غابة. أرض غير مألوفة.

لم أرَ ضوء النهار لسنوات، والآن عندما كنت حرة لأول مرة، لم أستطع رؤيته.

تخلوا عني، مثل القمامة.

استخدموني واستخدموني حتى أخذوا كل ما تبقى لدي، حتى بصري، ثم عندما انتهوا رموني إلى الذئاب.

كنت قد رأيتهم يرسلون فتيات أخريات من قبل. بمجرد أن لم يعدن صالحات للغرض، كانوا يخدرونهن ويدفعونهن في الجزء الخلفي من شاحنة، ويتركونهن في الغابة.

  • طعام للكلاب.

كنت عمياء.

أخيرًا استقر وزن في قاع معدتي، شعور مروع ومريض. تقيأت ما تبقى لدي في معدتي، متشنجة على يدي وركبتي حتى أصبح حلقي أجش وعيني متعبة.

أمسكت يدي المرتجفة بحواف البرميل، محاولة يائسة لسحب نفسي للخارج، لكنه كان قويًا جدًا.

مسحت شفتي بظهر يدي ووقفت ببطء على قدمي. سأخرج من هذا حيّة، كان عليّ ذلك.

كل شيء بدا بعيدًا، تقريبًا مشوشًا. بدأت رأسي تدور، والنقاط السوداء الصغيرة تشوش حواف رؤيتي.

كانت الأحجار الصلبة المختلطة بين التربة الناعمة تؤلم قدمي بينما كنت أحاول التنقل في الغابة. مددت يدي أمامي، أشعر بالأشجار والشجيرات والأوراق. كل الأشياء التي كنت أستطيع رؤيتها من قبل.

أمسكت أصابعي بلحاء شجرة خشن، وملأت رائحة الصنوبر حواسي.

صرخت رئتي طلبًا للهواء، زئير عظيم يستهلك جسدي بالكامل بحاجة للتنفس. شعرت وكأن رئتي تمزقان نفسيهما أكثر وأكثر مع كل ثانية تمر بدون أكسجين.

كدت أسقط للخلف، مصدومة من الأحاسيس التي غمرت جسدي. تمنيت أن يتوقف، لم أستطع تحمل إعادة عيش تلك الليلة.

كنت عمياء، ضعيفة وعديمة الفائدة في أرض غير مألوفة. إذا أراد محارب مهاجمتي، لن أتمكن من فعل شيء حيال ذلك، كنت عاجزة. لن أرى حتى قدومهم.

خدشت يديه، غارزة أظافري بعمق في جلده لكنه لم يترك. لم يتزعزع قبضته على مؤخرة عنقي.

استنشقت نفسًا عميقًا في رئتي، كان عليّ أن أتجاوز هذا. شعور بشع يخدش عيني وحلقي، دموع مالحة ساخنة تهدد بالانهمار على وجنتي في أي لحظة. لكنني لن أدعها، لن أدع هذا يكسرني.

ربما فقدت بصري لكنني لم أعد في ذلك المكان. كنت أكثر حرية مما كنت عليه من قبل.

اختنقت وتلعثمت، لكنني لم أجد أكسجين، فقط هاوية المواد الكيميائية التي تحيط بي، تملأ رئتي وكل ألياف جسدي. احترقت عيناي بشراسة.

سرت لفترة شعرت وكأنها قرون. لم أكن أعلم إلى أين أتجه، لكن سرعان ما تغيرت الأوراق والأغصان السميكة تحت قدمي إلى عشب ناعم، وفي المسافة كنت أظن أنني أسمع صوت ماء جاري، وكذلك شيئًا آخر... شيئًا يكاد يبدو كأنه-

خشخشة أوراق خلفي جعلتني أستدير في لحظة. لم أستطع رؤية شيء، فقط الظلام أمامي. صدري كان يلهث، وحلقي شعرت وكأنه ينغلق. لم أستطع التنفس.

هل كنت أموت؟ أم أنني ميت بالفعل؟

"انزل على ركبتيك وضع يديك خلف رأسك!" صوت خشن نبح من مكان ما في الظلام.

معدتي تلوّت بعنف. ماذا يمكنني أن أفعل؟ لا شيء. إلا ما قاله لي. لم أكن أعلم أين هو، ناهيك عن ما إذا كان هناك آخرون. سيكون من الغباء أن يكون وحده.

-وكان لديه ميزة رؤية محيطه. لم أكن أتمتع بهذه الرفاهية.

توقفت عن المقاومة، يدي أصبحت ضعيفة وجسدي بدأ ينهار ببطء في قبضته السميكة.

نزلت على ركبتي، لم أكن أثق بنفسي أنني لن أسقط تمامًا. وضعت يدي خلف رأسي، وسرعان ما تبعتها خطوات عديدة. كنت على حق، لم يكن وحده. أبقيت رأسي منخفضًا، شعر أبيض ناصع طويل يغطي وجهي. أيدي سميكة أمسكت بمعصمي، وسرعان ما تبعها شيء خشن، -حبل يربط ويعقد بإحكام.

الصمت الفارغ والصامت الذي تردد داخلي كان يصم الآذان. هذا الصمت كان أعلى بكثير من أي ضوضاء.

"انهض." همس، نفس حامض يلفح وجهي. شيء حاد ضغط على حنجرتي. "حاول الهرب وسأقطع حلقك."

الظلام كان يناديني، على الأقل، حتى تركني وسقطت على الأرض، ألهث وأتقيأ.

تعثرت فوق صخور حادة وأغصان، أحاول بشدة ألا أسقط للأمام على السكين عند حلقي. "انتبه إلى طريقك، أيتها الحمقاء!" أحدهم زمجر. صرخة مخنوقة خرجت من شفتي، شيء حزين وحشي. صوت عاطفة خام، مؤلمة وجديدة.

كنت على قيد الحياة.

لكن ربما ليس لفترة أطول بكثير.

سرنا لما شعرت كأنه أيام، قدماي كانت مقطوعة ومصابة بالكدمات لكنني استمررت، بكيت بصمت حتى شعرت أن عيني المكسورتين استبدلت دموعهما بالدم.

خف الضغط عند حلقي وسقطت على ركبتي. بكيت، الدموع حفرت مساراتها المالحة على خدي مثل أنهار عبر غابة.

أحد الرجال تنهد، تقريبًا بشفقة. "احملها."

ألقيت بعنف على كتف أحدهم.

صرخة، سميكة وحشية ترددت عبر الغابة. صوت مروع أرسل قشعريرة في عمودي الفقري وخوفًا يتدفق في عروقي.

أدركت متأخرة أن الصوت قد خرج مني.

أسقطت، وكان يمكنني أن أقسم أنني شعرت بعظامي ترتجف عندما اصطدمت بالأرض الباردة الصلبة.

أدركت متأخرة أنني كان يجب أن أبقى صامتة.

يد سميكة تفوح منها رائحة المعدن والعرق غطت فمي. "حمقاء! هل تحاولين أن تقتلينا جميعًا؟"

اختنقت بأنفاسي، لم أستطع التنفس. يده الكبيرة غطت تقريبًا نصف وجهي. الغابة كانت صامتة للحظة، فقط نداء غراب وحيد وصوت فرع يتكسر في المسافة.

"لوتان، بسرعة!" أحدهم همس، الخوف جعل صوته يرتجف قليلاً. "إنهم قادمون."

Previous ChapterNext Chapter