




الفصل 4
أخذت سيارتها وبدأت تقود عائدة إلى مكانها. كانت وحشها يصرخ ويزمجر داخل رأسها متوسلاً إليها أن تطلق سراحه. كان وحشها يريد الركض إلى رفيقهم وتمزيق تلك المرأة إلى أشلاء. لكنها كانت تحاول بكل جهدها ألا تفقد السيطرة على وحشها. لم يتوقف وحشها عن المشي ذهابًا وإيابًا وهو يزمجر عليها، فتوقفت أخيرًا بالسيارة بجوار غابة وضربت بيديها على عجلة القيادة.
"لا يمكن أن يكون رفيقنا! ألم تسمعي ما قاله السيد لنا! ليس لدينا رفيق، لا أحد سيحبنا أبداً، نحن سلاح يريد الجميع امتلاكه. ألم تري أنه لديه امرأة بالفعل معه. إنه مثل كل الكائنات الخارقة الأخرى. لذا توقفي عن الزمجرة علي واهديء!"
لكن وحشها كان لا يزال يزمجر ويمشي في إحباط، كان غاضبًا منها لأنها تتحدث بهذه الطريقة عن رفيقهم. حاولت تهدئة وحشها، لكنها أخيرًا استسلمت وقررت أن تطلق العنان لوحشها للركض. مشيت عميقًا في الغابة وخلعت ملابسها وأخفتها في حفرة صغيرة في شجرة ربما يستخدمها سنجاب كمنزل له. قفزت وتحولت إلى وحشها في الهواء وهبطت على كفوفها برشاقة وانطلقت مع الرياح. كان وحشها يستمتع بشعور الرياح وهي تمر عبر فرائها، والرضا عن صوت الأوراق الجافة تحت كفوفها. إنها في الغابة، من أجل الصفاء الذي يتدفق مثل مياه النهر الباردة. هناك شيء ما في اللمعان على الأزرق، لحن بدون إيقاع، موسيقى بدون صوت. فوقها تلوح الأذرع العظيمة، مكسوة بالخضار من كل لوحة ولا شيء، الألوان الخضراء لأحلام الطبيعة الحرة. في ذلك المكان تصبح جزءًا من ذلك الفن، من ذلك الخلق الثلاثي الأبعاد للزمان والمكان، من مدى تطوري أكبر مما يمكن لعقلها أن يدركه. من الألوان البنية الغنية للأرض إلى حلاوة السماء الزرقاء البيضاء، الغابة هي أرض عجائب ثلاثية الأبعاد للعيون مثل عيونها التي ترغب في امتصاص الضوء.
ركضت وركضت تخترق الهواء. توقفت أخيرًا عندما وصلت إلى ضفة نهر صغيرة. وحشها يقف هناك فقط يشعر ويستمتع بالرياح الناعمة التي تمر بجانبها، جلست هناك على العشب واستمتعت بالمحيط. النهر هو شريط من الفيروز الحي، يتدفق بجرأة وسط خضار الغابة. بغض النظر عن ثرثرة الأشجار فهو ثابت، مرحب، منعش. في الأيام الهادئة يمكن سماعه يهمس بحكمته، في الأيام العاصفة يضيع إلا لأولئك الذين يستمعون عن كثب. النهر دائمًا يتحدث، دائمًا ينقل حكمة الماء لأي شخص يقدر كلماته الموسيقية. حتى في أكثر الأيام مطرًا يمكن سماعه تحت الرشات، لحن مقدس، دائم الحركة، دائم الحضور. النهر لديه قوة تنعكس في الأشجار. يتدفق بثقة، يأخذ شكل مجرى النهر، مليارات القطرات تتحرك معًا. مجتمع الأشجار يقف طويلًا، جذوعه تمتد إلى الأزرق أعلاه، الضوء يتسلل عبر الأوراق مثل زجاج ملون مثالي. النهر أخضر في الفجر، لكنه سيكون مرقطًا كالألماس في ضوء الظهيرة. يتدفق بهذه الطريقة الهادئة، بسلاسة دون ضجة. هل هناك شيء يمكن الاعتماد عليه مثل هذا الماء؟ ربما لا.
بعد فترة، عادت إلى مكان ملابسها، وبعد أن تحولت وارتدت ملابسها عادت إلى سيارتها وبدأت القيادة. لقد أصبح الوقت غروبًا، إنه ذلك الوقت من اليوم عندما تقبل آخر أشعة الشمس الأراضي العشبية، عندما تذوب الخضار والأرجواني في الرمادي تحت ضوء القمر، عندها يفرغ الجحر. يأتي الغروب بوعد ضوء القمر، إلى وقت التأمل في اليوم الماضي واليوم المنتظر أن يتجدد بضوء الشمس. إنه الوقت الذي تغني فيه الطيور ليلة سعيدة حتى تدعوها النجوم لتحلم تحت جناحها. كل لون يتعمق في جلالة نبيلة، يجد الوحدة في الليل.
الآن فقط تدرك مدى ابتعادها عن منزلها. لقد كانت تقود السيارة لمدة ثلاث ساعات ولا يزال أمامها طريق طويل قبل أن تصل إلى منزلها. وحشها الداخلي يئن داخل رأسها بينما تبتعد عن رفيقها. لن يكون صحيحًا تمامًا إذا قالت إنها لا تشعر بأي شيء تجاه رفيقها. هناك شعور غريب داخل صدرها لا تستطيع فهمه. شعور لم تشعر به من قبل. هل سيقبلها إذا عرف أنها رفيقته؟ أم سيرفضها بسبب المرأة الشقراء التي كانت معه؟ هل سيحبها؟ الحب! لقد سمعت هذه الكلمة فقط ولم تشعر بها أبدًا. الرعاية! هذا رفاهية لا يمكنها أن تحصل عليها أبدًا. تهز رأسها لتنفض كل هذه الأفكار التي زحفت إلى رأسها. لا تتذكر الكثير عن والدتها ووالدها لكنها تعرف أنهما كانا يحبان بعضهما حبًا غير مشروط. تتذكر كيف أخبرتها والدتها عن الرفقاء! كيف ستجد رفيقها يومًا ما وسيحبها حبًا غير مشروط، كيف سيهتم بها، كيف وُلدا من أجل بعضهما البعض وسيموتان من أجل بعضهما البعض. تضحك على نفسها وهي تفكر كيف كانت تصدق تلك الكلمات. لا أحد يحب أو يهتم بأحد حبًا غير مشروط. هناك دائمًا سبب. ولن يحبها أو يهتم بها أحد بهذه الطريقة، فهي وحش وسلاح يريده الجميع. الجميع يخونها لأسبابهم الأنانية وتعلمت ألا تصدق أحدًا بعد الآن. الجميع يتصرف بطريقة لتحقيق شيء ما. كل من يعرف حقيقتها، إما يحاول استخدامها أو يحاول قتلها. وهو سيفعل كذلك لأن الجميع متشابهون، فكرت.
كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة عندما وصلت أخيرًا إلى منزلها. تناولت عشاءها واستعدت للعمل. غيرت ملابسها إلى زي العمل الذي يتضمن قميصًا طويل الأكمام وياقة سوداء مع قفازات جلدية مسلحة بشفرات فضية مخفية. بنطلون قتالي أسود، حذاء قتالي وسترة سوداء بغطاء رأس. ملأت حزام خصرها بأسلحة متنوعة تحتاجها. بعد أن رفعت شعرها في كعكة، انطلقت في انتظار مهمة جديدة من سيدها.
لقد مرت ثلاثة أسابيع، ثلاثة أسابيع من القتل، الليالي بلا نوم و...الألم. ألم لا يُحتمل. في البداية لم تفهم لماذا تشعر بهذا الألم، لكنها سرعان ما أدركت أن رفيقها كان يخونها. حسنًا، تقنيًا لا يُعتبر خيانة لأنه لا يعرف أن لديه رفيقة، لكن مع ذلك. أصبحت وحشها هادئة للغاية، أكثر هدوءًا من ذي قبل، كانت وحشها مكتئبة، حزينة ومكسورة القلب من الابتعاد عن رفيقها والخيانة المستمرة والألم. بعد أسبوع جاءتها أول موجة من الحرارة. بعد العثور على الرفيق، تمر الأنثى بفترة حرارة. الموجتان الأولى والثانية من الحرارة تهدفان لجذب الذكر وإتمام عملية التزاوج بسرعة، بينما الموجتان الثالثة والرابعة هما للأنثى. بعد العثور على الرفيق، عندما يصبح أحدهما حميميًا مع شخص آخر، يشعر الآخر بألم شديد، مما يدل على أن رفيقه يخونه.
كان الأمر لا يُحتمل بالنسبة لها، حرارة الليكان ومصاصي الدماء معًا. لم يكن شيئًا قد يقتلها، لكنها شعرت أن الموت سيكون أفضل من تحمل الحرارة.
لا تعرف كيف، لكنها وصلت إلى نفس النهر الذي وجدته وحشها قبل ثلاثة أسابيع. بعد عملية اغتيال ناجحة، هربت ووصلت بطريقة ما إلى النهر. النهر مختلف تمامًا، مذهل أكثر من فترة الظهيرة. السماء صافية مليئة بالنجوم والمياه الفيروزية للنهر أصبحت سوداء جميلة تعكس كل النجوم البعيدة في السماء. الرياح باردة منعشة، تستنشق كمية جيدة من الهواء النقي، ترفع عنقها وغطاء رأسها. تخلع سترتها، حذاءها، قفازاتها وحزام خصرها. تشعر بالخفة بعد التخلص من كل الأعباء، الأعباء التي تحب أن تسميها. تجلس على العشب الناعم وتدع الماء يتدفق وينظف ويزيل دفء قدميها. تنظر إلى السماء الجميلة، عيناها تتوهجان باللون الذهبي الساطع عندما يخرج وحشها الذي كان هادئًا بعد الخروج من المنزل، وينظر إلى السماء من خلال عينيها.
تتنفس بعمق طويل من الراحة وهي تستلقي على العشب الناعم. تغلق عينيها وعندها تشعر بألم حاد يتسلل عبر بطنها. كان حادًا، كان مؤلمًا جدًا، لم يكن مثل كل الألم الذي شعرت به حتى الآن. سرعان ما يبدأ الألم في الانتشار أكثر. تطلق أنينًا، تحاول استخدام سحرها لكن لا شيء يبدو أنه يعمل. رفيقها لديه شخص آخر في سريره معه! شعرت بألم الخيانة من قبل لكن هذه المرة كان أكثر ألمًا من ذي قبل. عندها أدركت! موجة الحرارة الثانية. كانت درجة حرارة جسدها ترتفع بشكل كبير. نزلت إلى النهر تحاول تبريد نفسها، لكنها سرعان ما رأت بقعًا سوداء وآخر شيء تتذكره قبل أن تفقد الوعي هو أنها شعرت بالخفة! كانت تتدفق مع تيار النهر!