




الفصل 1
"آرنفين!"
"عد إلى هنا!"
"آرنفين!" صرخ الطفل مرة أخرى بينما كان الصبي الصغير يركض في الممر المظلم، ضاحكاً.
"سيصل الأب في أي لحظة! آرنفين، عد إلى هنا!" طلب من الصبي مرة أخرى، لكنه لم يتحرك.
"من فضلك، فقط قليلاً بعد، يا أخي!" طلب، لكن أخاه وقف بيديه متقاطعتين.
"حان وقت النوم. وإذا رأى الأب أنك تركض في هذا الوقت المتأخر، فلن يكون سعيداً. هيا بنا!" قال بصرامة، وتنهد آرنفين واستسلم. مد الأخ يده، وقبلها آرنفين. قاد الطفل أخاه الأصغر إلى غرفته ووضعه تحت الغطاء الدافئ.
"تأكد أنني لن أجدك خارج هذا الغطاء!" بوجه جدي، وبخ آرنفين الذي ضحك.
"حسناً!" قال.
"تصبح على خير!" قال الطفل تصبح على خير وخرج، وأطفأ الأضواء.
كان يجلس خلف مكتبه في غرفته، يراجع الأوراق التي أعطاها له والده ليدرسها. كان يتم تحضيره ليكون الملك القادم، ووزن المسؤولية كان يثقل على كتفيه الصغيرين. تنهد عندما وضع الأوراق على الطاولة واتكأ في كرسيه المريح. عندما نظر من النافذة، لاحظ البدر يتوهج بسطوع في سماء الليل. نهض من كرسيه وسار إلى الشرفة المفتوحة المجاورة.
بين النجوم كان التوهج الدائم للقمر، تلك الأم في السماء التي تبقي عيناً ثابتة وصادقة على كل قلب ينبض. اتكأ على جدار الشرفة، وأغمض عينيه، وشعر بنسيم ناعم يمر عبر شعره، يدغدغ بشرته بلطف. عندما تدفق عطر غريب إلى أنفه مع الريح، اتسعت عيناه في حيرة. اقترب من حافة الشرفة ونظر حوله. لاحظ ظلاً مظلماً في ملابس سوداء يهرب من القلعة. أدار رأسه قليلاً نحوه، وأخذ نفساً عميقاً عندما نظر إليه بعينيه الحمراوين المتوهجتين من تحت غطاء رأسه قبل أن يختفي في الظلام. ما هذا؟ تساءل.
قطعت أفكاره عندما سمع صرخة عالية. هرع خارج شرفة غرفته ورأى الناس يركضون في الممر نحو غرفة أخيه. عندما توقف أحد الحراس أمامه، استقر الرعب داخله.
"يا صاحب السمو! أخوك الصغير!" لم يحتج الحارس إلى إنهاء جملته لأن الأمير كان يندفع بالفعل نحو غرفة أخيه الصغير. اقتحم الأبواب ورأى الدم في كل مكان على الأرضية المغطاة بالسجاد، وفي وسط كل الدماء كان جسد أخيه الوحيد بلا حياة. انهار على ركبتيه، مصدوماً. لم ينطق بكلمة واحدة بينما كان الجميع يهرعون لمحاولة مساعدة الأمير المتوفى.
سقطت دمعة وحيدة من عينه اليسرى، ومسحها قبل أن يلاحظها أحد. كان يعرف من هو الجاني، وسيضمن أن يدفع هذا الشخص حياته ثمناً!
تضاءل عدد الأشجار تدريجياً، ووصلت إلى منطقة مفتوحة في لحظات. لاحظت أن الأضواء أمام المنزل ما زالت مضاءة بينما كانت تختبئ خلف الشجيرات. قررت أن تختبئ وتنتظر. تفقدت ساعتها وعادت إلى المنزل، حيث كانت الأضواء ما زالت مضاءة. أخذت نفساً عميقاً واتكأت على الشجرة بجانبها. كانت الغابة واضحة هنا، وكانت تستطيع رؤية السماء. النجوم لم تكن موجودة. تلك الكرات القطنية التي تُرى خلال النهار تحولت إلى خطوط رمادية بلون الرماد والسخام. لكن، أوه، كيف كان القمر يقاتل ليضيء الأرض.
ومع ذلك، امتدت السحب عبر السماء، مخلّفة جواً غامضاً ومشؤوماً. سوف يبدأ المطر قريباً. تنظر إلى الأرض تحتها ثم تعود إلى المنزل. لا تستطيع أن تتحمل أن تبتل بالمطر الآن. سيترك أثراً لخطواتها. عندما تعود إلى المنزل، تكون الأضواء قد أطفئت أخيراً، مما يعني أن الجميع قد ناموا. تجلس مستقيمة وتسحب كم الرقبة الأسود الذي يغطي وجهها ويجلس عبر جسر أنفها، تحت عينيها.
تعدل قفازيها والسلاح حول حزام خصرها بينما تفحص المنطقة بحثًا عن الحراس. خرجت من الأدغال وركضت حول الجزء الخلفي من المنزل. قفزت على قدميها، ممسكة بإطار النافذة في الطابق الأول.
تتسلق برشاقة إلى الطابق الثالث. وصلت إلى النافذة واكتشفت أنها غير مقفلة؛ ابتسمت لنفسها ودخلت المنزل بهدوء. هبطت بسلاسة على قدميها في الممر المظلم وتقدمت من خلاله. في نهاية الممر، هناك منعطف إلى اليمين. كانت على وشك أن تأخذ المنعطف عندما سمعت خطوات تقترب منها. تحركت بسرعة عبر الممر، وظهرها إلى الحائط المقابل. بقيت مضغوطة على الحائط حتى وصلت الخطوات إليها. أخرجت النصل المخفي تحت معصمها. طعنت النصل في رقبة الرجل دون تردد بمجرد أن استدار إلى الممر. وعندما بدأت جثته تسقط على الأرض، أمسكت بها ووضعتها على الأرض دون إصدار أي صوت. استدارت إلى اليمين ووصلت إلى باب مزدوج بني في نهاية الممر.
وصلت بسرعة إلى الباب، والذي، كما توقعت، كان مقفلاً من الداخل. حركت إصبعها برشاقة أمام القفل، وأصدر صوت نقرة، مما يعني أنه تم فتحه. ابتسمت تحت قناعها وأدارت المقبض، مما سمح للأبواب بالانفتاح. تحركت إلى الجانب المظلم من الغرفة، مختبئة في الظلال، ونظرت إلى فرائسها النائمة بهدوء في السرير الملكي المريح في وسط الغرفة.
"كم هم غافلون عن حقيقة أنهم سيموتون الليلة؟" فكرت.
تنهدت وتقدمت نحو السرير الملكي، حيث وجدت رجل وامرأة جميلين ينامان بسلام. أخرجت نصلها الفضي ومررته بسرعة عبر رقبة المرأة، دون أن تسمح لها بالتنفس. ماتت بسلام في نومها.
تقدمت نحو الرجل وكانت على وشك تمرير النصل عبر رقبته، عندما فتحت عينيه فجأة. عينيه مليئتين بالمعاناة والعذاب والانتقام. أمسك بيدها وحاول ليّها، لكن ذراعها لم تتحرك. وجه لها لكمات في وجهها، لكنها لم تؤثر عليها. شعر كما لو كان يلكم جدارًا حجريًا. رأت الخوف في عينيه وشعرت به ينبعث منه. تحت قناعها، ابتسمت واستمتعت بخوفه كحيوان جائع.
ليّت يده التي كانت تمسك بيدها، مما أحدث صوت كسر وجعل الرجل يصرخ من الألم. بحركة سلسة من كفيها، أغلقت الباب خلفها قبل أن يتمكن الصراخ المؤلم من الهروب من الغرفة.
لكمته في وجهه، وسمعت صوت كسر مكافئ عندما انكسرت أنفه وبدأ الدم يتدفق من ممراته الأنفية. عندما وصل رائحة الدم إلى أنفها، أضاءت عينيها باللون الأصفر الفاتح. خلعت قناعها، كاشفة عن وجهها الرائع والمرعب للرجل الذي على وشك أن تقتله.
"حسنًا، ستفارق الحياة قريبًا على أي حال. سيكون من العار الفظيع إذا أهدر دمك." بمجرد أن أنهت جملتها، قفزت على رقبته بأنيابها الحادة، مما جعله يتشنج. بدأت بامتصاص دمه، مستهلكة كل قطرة منه. انهار الرجل على سريره بينما تمتص كل الدم من جسده، بينما كانت تلعق شفتيها نظيفة. نظرت إلى جسد الرجل شبه الميت ووضعت نصلها الفضي على صدره، مباشرة فوق قلبه، قائلة،
"وداعًا، ألفا!"
غرست نصلها في صدره، مما أدى إلى إخراج آخر قطرات الدم من جسده. على قميصه، مسحت نصلها الفضي، وأعادته إلى غمده على خصرها.
رفعت غطاء رأسها الأسود وقلادة عنقها.
فتحت باب الشرفة وقفزت من المنزل، هابطة بسلاسة وهدوء على قدميها. عندما لمست قدماها الأرض، غمرت أصابع قدميها بالمطر الجديد. كانت تهمس وتغرغر بينما انطلقت بسرعة غير بشرية تتدفق مع المطر، مستمتعة ببرودته.