الفصل 1
الفصل الأول: حكاية جراهام
من وجهة نظر الكاتب
قبل ألف عام، لم يكن العالم يعرف بوجود كائنات خارقة للطبيعة مثل المستذئبين. كان المستذئبون، مصاصو الدماء والساحرات مجرد خيالات تُقرأ في الكتب.
كُتبت الكثير من القصص عن المستذئبين الذين لديهم عمر قصير مثل البشر، لكن حبهم لرفيقهم المقدر كان أولويتهم الرئيسية قبل أي شيء آخر.
في اسكتلندا، كان هناك مكان يُدعى فوربس حيث تعيش مجموعة جراهام، وهم المجموعة الوحيدة من المستذئبين الذين باركوا بالخلود وأيضاً واحدة من أقوى مجموعات المستذئبين التي وجدت على الإطلاق.
أخفوا هويتهم عن العالم وكانوا معروفين للعالم كمؤرخين وكان طلابهم يحبونهم. كانت لونا من مجموعة جراهام حامل بتوأم وكانت في المخاض لأكثر من عشرين يوماً، ولم تتحسن حالتها، فتم استدعاء ساحرة لإيجاد حل للونا.
لمست الساحرة بطنها وتحولت عيناها إلى اللون الأبيض، رأت مصير التوأم وأخبرتها أن أحد توأميها سيكون قوياً جداً وهذا هو السبب في عدم قدرتها على الولادة بسهولة، وإذا كان يجب أن ينجو التوأم الأول، فعليها أن تضحي بخلودها مع الألفا أو ترك التوأم يموتان وتأمل في الحصول على المزيد من الأطفال من إلهة القمر.
لم يكن أمام ألفا مجموعة جراهام خيار سوى التخلي عن خلودهم لكي يبقى أطفالهم على قيد الحياة، وعندما قاموا بالطقوس فقدت المجموعة بأكملها جوهر خلودهم وأصبحوا مستذئبين عاديين بمدة حياة قصيرة.
وُلدا آيدن وإيثان، وكلاهما كان لديه دم الألفا يجري في عروقهما، لكنهما لم يكونا توأمين متطابقين، كان لدى آيدن شعر أحمر مجعد بينما كان لدى إيثان شعر بني مستقيم.
عندما كبر، فقد آيدن طريقه وأصبح ذئباً خطيراً لا يخاف أحداً، طور غريزة القتل ولم ينجو أي من رفاقه ليلة معه.
تأسست مجموعة صائدي الذئاب وطاردوا المستذئبين، لكن آيدن استطاع قتلهم جميعاً واحترموه أكثر واعتبروه الألفا، بينما فقد إيثان قيمته وعومل كبيتا في المجموعة، وامتلأ قلبه بالكراهية، لكن ما لم يعرفه الناس عن آيدن هو أنه يحب توأمه أكثر من أي شيء على الأرض. كان يقتل أي شخص يسمع يتحدث عنه بسوء، ووصل الأمر إلى حد أن لا أحد كان يجرؤ على التعبير عن رأيه.
حاولت الساحرات قتله ومسح قبيلة كاملة، وأطلقوا عليه لقب "ذئب الشيطان" لأن البعض اعتقد أنه مسكون بشيطان.
عندما تخلى تماماً عن الحب، أصبح أكثر قوة ولم يكن لديه نقاط ضعف، ولكن عندما أدرك شقيقه إيثان نقطته الضعيفة، استغلها.
دعا إيثان إلى اجتماع سري مع أعضاء المجموعة والساحرات وكل كائن ضروري آخر يكره آيدن، وقال: "لدينا جميعاً عدو مشترك ولن نكون سعداء إذا لم نتخلص منه، أقترح أن نقتله."
"إيثان، هل تحاول أن تقتلنا؟ جميعنا نعلم أن أخاك شيطان وأنت لا تستطيع مواجهته."
"نحن السحرة لا نستطيع إيذاءه أيضاً، تذكروا ما فعله قبل سنوات، بالإضافة إلى أنك وأخاك هما المستذئبان الخالدان الوحيدان في الوجود، كيف سنقتل خالدًا مثل آيدن؟"
بدأ الجدال وتوقفهم قائلاً، "آيدن هو أخي التوأم وأعرفه أكثر من أي شخص آخر. لقد فقدنا أحبائنا بسبب وجوده، فقدت عائلة جراهام جوهرها الحيوي من الخلود ولم أحظَ بفرصة لقاء والدتي وكان ذلك بسبب الهالة المظلمة التي جاءت معه، أعدكم جميعًا عندما نتخلص من أخي، سأصبح ألفا مثل والدي الراحل وسأحمي القطيع وأحافظ على التوازن على الأرض."
وافقوا جميعًا معه لكنهم أرادوا معرفة كيف يمكنهم قتل آيدن.
"السحرة يجب أن يخلقوا تعويذة تجعله يظل نائمًا إلى الأبد دون أن يستيقظ، ولتحقيق ذلك، عليكم أن تأسروني وتدعوه يعلم أن القطيع قد انقسم ويريد الانتقام بقتلي، لن يفكر مرتين وسيرغب في الهجوم، ثم نستخدم الفضة لإضعافه وبالوحدة نلقي التعويذة، ونحبسه في مكان لا يمكن لأحد الوصول إليه، ثم يمكننا التنفس مرة أخرى."
"هذه فكرة رائعة لكن يا إيثان، التعويذة التي سنستخدمها هي تعويذة مظلمة وهي محظورة، إذا كنت تصر على استخدامها فعليك أن تدفع تضحية كبيرة."
"سأفعل أي شيء لحمايتكم جميعًا، فقط أخبريني بما يجب علي فعله، يا إلينا." سأل الساحرة.
"سيتم أخذ ذاكرتك وذاكرة أخيك، إذا استيقظ في المستقبل والتقيتما، لن تتعرفا على بعضكما إلا إذا شاء القدر أن يتلاعب بطريقة جديدة لن نعلم عنها شيئًا."
"لن تكون هناك مشكلة على الإطلاق، أنا مستعد لذلك، لا أرغب في تذكر أخي على أي حال، وأتمنى لو لم نكن توأمين."
شعر الجميع بالسعادة وناقشوا متى ينفذون الخطط وقرروا أن يكون ذلك في ليلة اكتمال القمر.
كان آيدن في غرفته عندما اندفع إليه أحد أتباعه ليخبره أن بعض شعبه أخذوا أخاه رهينة ويخططون لقتله، وقع في فخهم لكن الفضة لم تضعفه كما هو متوقع، رأى وجوههم وندم على ثقته بتوأمه، كانت كلماته الأخيرة، "سأقتلع قلبك عندما أخرج من هنا." ثم سقط في نوم عميق.
احتفل الجميع وقال إيثان تاريخًا خاطئًا للناس بأنه قتل أخاه وأعاد السلام والتوازن إلى الأرض.
مرت ألف سنة، تغير العالم كثيرًا وتكيف إيثان مع العالم الجديد مع فقدان الكثير من ذكريات الماضي بسبب ما فعله. امرأة جميلة تدعى نعومي جونستون التي انفصلت للتو عن صديقها وجدت نفسها في المكان الذي كان آيدن محتجزًا فيه، لم تكن تعرف كيف وصلت إلى هناك لأنها كانت في حالة سكر.