




3
عمر 6 سنوات
استيقظ أليخاندرو في منتصف الليل يشعر بالاختناق، كان من الصعب عليه التنفس، حاول دفع الوسادة عن وجهه لكنها لم تتحرك، كان يفقد قبضته على الوسادة، رجلاه ترفسان الشخص الذي يحاول خنقه، أغلق عينيه، رأسه يؤلمه من نقص الأكسجين، تصلبت رجلاه وأغمي عليه قبل أن يتمكن من فعل أي شيء.
صرخة أيقظت القصر بأكمله من نومه العميق، الناس كانوا يركضون نحو مصدر الصرخة، الجميع وقفوا مصدومين من المشهد أمامهم، استيقظ الملك من نومه على الفوضى التي حدثت في قصره. ارتدى رداءه وسار نحو الضجيج. قادته الأصوات نحو غرفة ابنه. استيقظ الخوف داخله يفكر في أن شيئًا سيئًا قد حدث لابنه الثمين، مشى أسرع نحو الباب ووجد جميع الخدم واقفين عند الباب، تفرقوا ليتيحوا للملك المجال ليرى ما حدث، تجمد في مكانه وهو يشاهد المشهد أمامه.
كان ابنه جالسًا على أرضية غرفته، مغطى بالدماء وجثة الخادمة الممزقة ملقاة بجانب ابنه، مما أخافه أكثر وهو يراقب النظرة على وجه ابنه، عيناه تحولت بالكامل إلى السواد، الأنياب والمخالب كانت ظاهرة للجميع. والنظرة على وجهه، لم يكن هناك أي ندم، ولا شعور بالذنب، ولا حزن.
"طفلي"، هتف الملك، نظر الصبي إلى والده وتراجعت الأنياب والمخالب لكن عيناه بقيتا كما هما.
"حاولت أن تؤذينا، بابا"، الصوت كان مختلفًا عن صوته، أعمق مما جعله يعتقد أن الوحش الداخلي هو الذي يتحدث.
الهمسات والمحادثات انتشرت في المكان "إنه وحش"
"قاتل،"
"وحش"
"قاتل"
"شيطان"
"إبليس،"
"شرير،"
"تشوه"
ازدادت الهمسات بينما كان الملك يسير نحو ابنه، يرفعه ويحمله في ذراعيه، التف الصبي في حضن والده ودفن نفسه في دفئه.
"كلمة واحدة أخرى عن هذا ولن يرى أحدكم النور القادم، شخص ما ينظف المكان، لا أريد أن يتلطخ الدم على الأرض"، حمل ابنه خارج الغرفة إلى غرفة نومه، استحمى ابنه محاولاً إزالة الدم عن جلده، ألقى الملابس الملطخة بالدم في السلة. أليخاندرو الذي استحم حديثًا نظر إلى والده منتظرًا ردة فعله.
"أنا لست وحشًا، بابا، توليت الأمر لأنها حاولت أن تؤذينا، لم أقصد قتلها، أنا آسف، بابا" بكى الطفل وهو ينظر إلى قدميه المتدليتين على السرير.
والده جفف رأسه، "أعلم، طفلي وأنا فخور بك لأنك دافعت عن نفسك، أنت لست وحشًا، حبيبي، أنت فتى قوي جدًا، أحيانًا يخاف الناس من الأشخاص الأقوى منهم، لكن عليك أن تعدني أنه في المرة القادمة ستحمي نفسك فقط عندما تكون الحالة أشد خطورة، والقتل يكون الخيار الأخير، لا تؤذي أحدًا أضعف منك، لا تتنمر على أحد، تفاعل فقط عندما تتطور الأمور إلى تهديد." شرح محاولاً ألا يبدو صارمًا جدًا.
أومأ الصبي برأسه محاولاً فهم كل كلمة قالها والده له.
كان اليوم التالي أسوأ، كان الجميع في الحضانة يعرفون عن الأحداث التي وقعت الليلة الماضية، طلب الملك من أليخاندرو أن يأخذ يومًا إجازة لكنه كان قد كون صديقًا ولم يرغب في تفويت يوم، أخيرًا كان قد كون صديقًا.
سار إلى الصف ولكن الجميع كانوا ينظرون إليه باتهام، شعر بأنه صغير، سار إلى مكتبه وجلس بجانب صديقه وابتسم، لكن صديقه لم يبادله الابتسامة، تحولت ابتسامته إلى عبوس ونظر إلى الأمام محاولاً ألا يفكر كثيراً في الأمر. لم يلتفت إليه المعلمون حتى عندما رفع يده، ظل صامتاً لا يعرف ماذا يفعل.
خلال حصة التربية البدنية تصاعدت الأمور إلى مستوى آخر، الأولاد من حوله تنمروا عليه ووصفوه بالوحش، أطلقوا عليه لقب القاتل ولكن أحدهم فعل الأسوأ.
كان هناك فتى يحبه الجميع، وكان يستغل هذا الحب بالكامل.
"هذا ليس أول جريمة قتل له، لقد قتل أمه عند ولادته، إنه ليس أميراً بل وحشاً، لا ينبغي أن يكون ملكنا، أعدك، يا أليخاندرو، سأخذ عرشك وأرميك في السجون لتتعفن"، صاح الفتى ذو العيون الخضراء بغضب، كان ابن ثاني أقوى مستذئب في العالم، وكان والده يحاول الاستيلاء على العرش لكنه فشل في العديد من المحاولات.
كانت الدموع في عيني أليخاندرو، كان من الصعب عليه التحدث عن وفاة والدته، كان ذلك نقطة حساسة.
لأول مرة في حياته شعر بالغضب، كان الغضب الذي شعر به خارج عن سيطرته، لم يعرف ما الذي يشعر به لكنه لم يعجبه الطريقة التي تحدث بها الفتى عن والدته.
"اصمت"، قال ببطء دون أن يرفع صوته، لم يتلق الفتى الشاب التهديد.
سخر من الأمير قائلاً: "ماذا؟ لم أسمع ذلك؟" وضحك مع أصدقائه.
"قلت اصمت!" زأر بغضب، كان الزئير يتردد في الملعب مما جعل الجميع يشعرون بالقشعريرة بسبب القوة التي احتواها.
"لا!" رد الفتى الشاب بنفس الحدة "أنت لا تأمرني، أنت قاتل، وحش، أخبرني والدي ألا أتحمل سلوكك المتعجرف"، صرخ غير مكترث لتغير لون عيني أليخاندرو.
تلهف الأطفال من حولهم وهم ينظرون إلى أميرهم وقد سيطر الوحش على جسده. تراجع الفتى الشاب خطوة إلى الوراء وهو ينظر إلى عينيه لكنه وقف في مكانه.
"توقف عن الكلام"، زأر وهو يقبض يديه حتى لا تخرج مخالبه.
"لا!" صرخ الفتى الشاب قبل أن يندفع نحوه ويوجه لكمة إلى وجهه بكل ما أوتي من قوة.
تعثر الأمير لكنه استعاد توازنه، وجهه متجه نحو الأرض، وفكه يؤلمه، وهذا عندما فقد السيطرة على وحشه.
زأر الوحش بغضب شديد مسيطراً على جسده واندفع نحو الفتى الشاب، حاول أن يلكمه لكنه لم يستطع، فدفعه دون أن يدرك أن مخالبه كانت قد خرجت وأحدثت ضرراً أكبر مما كان يقصد، لقد خمش صدره الصغير، صرخ الفتى بألم واندفع المعلمون نحو الفتى النازف.
استعاد أليخاندرو السيطرة على جسده لكن الأوان كان قد فات، الضرر قد حدث بالفعل، حاول الاعتذار وهو يقترب منه لكن المعلمين والأطفال الآخرين أحاطوا بالفتى الجريح، والنظرات الاتهامية في أعينهم كانت حقيقية، كان يؤلم قلبه الصغير تلقي هذه المشاعر القوية.
نظر إلى الفتى الشاب ورأى نفس التعبير لكن كان فيه كراهية أكبر، الألم الذي شعر به في قلبه كان مضاعفاً.
كان وحشاً حقيقياً.