




الفصل 14
من منظور فيث
"يا له من إزعاج لعين" تمتمت بغضب بينما كنت أقود السيارة. كنت في طريقي إلى الحديقة وقررت الذهاب في وقت متأخر عن عمد، لكنني الآن أندم على ذلك لأن هذا الشخص اللعين كان يرسل لي الرسائل مرارًا وتكرارًا مما يزعجني بشدة. أخيرًا وصلت إلى الحديقة وركنت سيارتي في الخارج. ارتديت نظارتي الشمسية ونزلت من السيارة، متجهة نحو الحديقة. شعرت بنظرات كثيرة تتبعني ولففت عيني تجاه الرجال الذين كانوا ينظرون إلي. أيها الأوغاد.
تجولت بنظري في الحديقة وتوقفت عندما رأيت شخصًا طويل القامة يساعد طفلاً على الأرجوحة. تنهدت واقتربت ببطء منهما ووقفت خلفهما. "ماما... ماما" صرخ الطفل، معترفًا بي وجعلني أرغب في تغطية أذني. استدار أطلس وأعطاني ابتسامة صغيرة لم أردها. شعرت بذراعين صغيرتين يلتفان حول ساقي مما جعلني أنظر للأسفل. أعطاني ابتسامة واسعة تظهر بعض أسنانه اللبنية. كان لطيفًا... يا إلهي. نظرت بعيدًا بسرعة وحدقت في أطلس. "قلت لك بوضوح أنني سأأتي، فلماذا كنت تواصل إرسال الرسائل لي وأنا أقود السيارة؟" همست بغضب. ضحك وهز رأسه من جانب إلى آخر مما جعلني أعبس في حيرة. "ما المضحك؟" سألته بارتباك. "تبدين جذابة جدًا عندما تكونين غاضبة يا ملاكي.." قال بابتسامة. أعطيته نظرة فارغة واقتربت منه مما جعله يمسح ابتسامته. "لا تناديني ملاكًا أبدًا" همست وتحركت بعيدًا، فنظر إلي بألم وعينين دامعتين سرعان ما أغمضهما.
ظللت أشعر بالأيدي الصغيرة على ساقي التي أصبحت مزعجة الآن. "أشتاق إليك يا ماما... هل تلعبي معي يا ماما؟" سأل بصوته الطفولي اللطيف. أعطيته نظرة فارغة وانحنيت للوصول إلى مستواه. ضحك وقبض على وجنتي مما جعلني ألين في ملامحي. ثم تجمدت أدركت ما يحدث. هذا الطفل الصغير كان يضعفني. سخرت من تلك الفكرة وأعطيت الطفل وجهًا جادًا. "استمع لي يا صغيري.... أنا لست أمك حسنًا؟... الآن كن فتى جيدًا واذهب إلى المنزل مع والدك" قلت بنبرة فارغة. أعلم أنه لا ينبغي التحدث مع طفل بهذه الطريقة، لكنني فقدت مشاعري وأحاسيسي بعد ما حدث منذ سنوات.
"فيث.... ما هذا بحق الجحيم" همس أطلس. نظرت إليه بغضب وأنا أقف. "ماذا؟... الطفل يحتاج إلى معرفة الحقيقة. توقف عن إيذائه وتوقف عن الكذب عليه لأنه عندما يكبر، ستحتاج يومًا ما إلى إخباره عن والدته" تفوهت بكلمة "والدة" بمرارة. أعطاني نظرة مؤلمة وأمسك بخصري وسحبني نحوه. أعطاني نظرة غاضبة، وعيناه تتجولان في وجهي الذي ما لبث أن لانت ملامحه. أغمض عينيه وأخذ نفسًا عميقًا. "أرجوك يا ملاكي، أرجوك.... أنا من آذاك، من خانك، لكن هذا الطفل ليس له ذنب في هذا، إنه بريء، يحتاج إلى حب الأم" قال بصوت مرتعش. دفعتُه قليلاً بعيدًا عني ونظرت إلى الطفل الذي كان ينظر إلينا الآن بحيرة محركًا رأسه الصغير إلى الجانب. كان نسخة طبق الأصل من والده لكن عينيه كانت مثل عينيها.
"إذا كنت يائسًا جدًا لأن يحصل طفلك على حب الأم... فاذهب وابحث عن شخص آخر يكون مستعدًا لذلك... لأنني لن أتحمل هذا العبء" قلت بنبرة هادئة ولكن باردة. "هو ليس عبئًا يا فاي... هو ابني... ابني... ابننا" قال بهدوء في النهاية. سخرت ونظرت إليه بعدم تصديق. "أنت واهم جدًا يا سيد ويليامز... تتصرف كما لو أنني أنا التي أنجبته عندما كانت زوجتك هي من فعلت ذلك. يا لك من أناني. الآن بعد أن خرجت من حياتك... تحاول أن تجرني إلى مشاكلك لأنك لا تستطيع رعايته بنفسك؟" قلت بحدة. نظر إلي أطلس بدهشة. "لا يا فاي... لا... لا أحتاج امرأة لتعتني بابني... هو من دمي لكن ما أحتاجه هو حبك... أنتِ... وأنتِ فقط" همس وأخذ يدي بين يديه. "فاي، أنا... لا أعرف ماذا أفعل لكي تعطيني فرصة... أنا-" "توقف عن المحاولة" قاطعته، مما جعله يفتح عينيه على اتساعهما. "توقف عن المحاولة يا سيد ويليامز... لقد سئمت من إزعاجك لي طوال الوقت. لن أعود... انتهينا وهذه آخر مرة سأقول فيها هذا" وبذلك تركته هو والطفل خلفي متجاهلة بكاء الطفل. شعرت بألم عند سماع بكائه لكنني تجاهلته.
"ماما... ماما" بكى. أغلقت عيني بإحكام وأعدت فتحهما، ثم دخلت إلى سيارتي. خلعت نظارتي الشمسية وأعدت تشغيل السيارة. ألقيت نظرة أخيرة على الحديقة ورأيت الطفل بعيون حمراء ودموع تتساقط من عينيه، وذراعيه ممدودتين نحوي وهو يبكي بجنون بينما كان أطلس يحاول تهدئته.
جلست هناك لبضع ثوانٍ أشعر بالسوء. شددت شعري بغيظ وتأوهت وأنا أخرج من السيارة وأتجه نحو الأب والابن. نظر إلي أطلس بصدمة بينما بكى الطفل بصوت أعلى، جاذبًا انتباه الجميع. أخذت الطفل من ذراعيه وبدأت أهدئه ببطء حتى هدأ. دفن وجهه في رقبتي، مما جعلها تبتل. "ششش... أنا هنا... لا تبكي" همست دون أن أعرف كيف أهدئ طفلًا يبكي. تنهد الطفل ببطء وبدأت شهقاته تهدأ. نظرت إلى أطلس الذي كان ينظر إلينا بتعبير ناعم... كما لو كان ينظر إلينا بحب؟
"أحبك يا ماما" قال الطفل بين شهقاته مما أذاب قلبي. بقيت هناك لبضع دقائق أخرى حتى نام. سلمت الطفل ببطء إلى أطلس وتنهدت بإرهاق. استدرت لأغادر لكنني توقفت "انتظري" نادى بهدوء. استدرت نحوه، وأعطيته نظرة فارغة، "شكرًا لكِ" قال بابتسامة صغيرة. أعطيته إيماءة متيبسة ومشيت مبتعدة.
أتمنى فقط ألا يصبح هذا الطفل نقطة ضعفي...