Read with BonusRead with Bonus

الفصل 1

أشعر بحرارة النار بينما تضيف أمي المزيد من الحطب لإبعاد الهواء الرطب عن كهفنا، موجات الدفء تداعب وجنتي.

هناك بريق على وجهها لم أره من قبل، وأسمعها تأخذ نفسًا كما لو لم تتمكن من التنفس منذ فترة طويلة.

في الخارج، المطر يهطل لأول مرة منذ كنت طفلاً وكل روح في الكهف كانت مسترخية وصامتة، تشكر السماء الكبيرة على كرمها.

لقد كانت فترة صعبة، الشمس كانت غاضبة، والأرض عانت كثيرًا.

مات العشب أولاً، السجاد الأخضر الناعم استبدل بواحد بني خشن يؤلم قدميك بمجرد المشي عليه.

بعد العشب كانت الشجيرات والأشجار، نفدت إمدادات المياه منها وتوقفت تنتظر... الحيوانات غادرت أرضنا إما بحثًا عن الطعام أو أخذتها السماء.

البحيرة على قمة جبلنا لا تزال تحتوي على بعض الماء، لكن الأسماك قد اختفت منذ زمن.

نعيش على المحاصيل التي نتمكن من زراعتها لكنها ليست كثيرة وشعبنا ضعيف وكثير منا مريض.

أنظر إلى جسدي، أنا لا شيء سوى جلد محروق من الشمس وعظام، صدري يئن مع كل نفس لأنه امتلأ بالتراب الجاف للأرض لفترة طويلة. شعري الطويل يشبه العشب الميت، جاف، باهت وهش عند اللمس.

تأتي أمي وتأخذ يدي، تجذبني إلى مدخل كهفنا وإلى الخارج في المطر. الماء يضربني وألهث للهواء، لكنه أفضل شعور شعرت به على الإطلاق. القطرات الصلبة تجعل عضلاتي الصغيرة المتوترة تسترخي وتبرد جسدي الدافئ. أشعر بها تنمل على جلدي مثل خلية من النحل وأبكي. أبكي فرحًا لأرضنا، لشعبنا وللحيوانات العائدة. دموعي المالحة تختلط مع الطعم الحلو للمطر في فمي وأنظر في عيني أمي وتنعكس مشاعرها مشاعري. نحن ندور، نرقص، نبكي، ونضحك معًا. تنفسي يصبح صعبًا وعلي أن أبطئ. تضع أمي يديها على كتفي، وتجعلني أتوقف. تنتقل يديها إلى وجهي، تدفع الخصلات الطويلة المبللة من شعري بعيدًا عن وجهي. تقبل أنفي، خدي وشفتي وتضع جبهتها على جبهتي. صلاتها قوية وهي تشكر السماء.

"أشكرك أيتها السماء الجميلة لسماعك واستجابتك لي، أشكرك أيتها السماء الجميلة على هديتك للأرض. أشكرك أيتها السماء الجميلة على هديتك لشعبنا وأشكرك أيتها السماء الجميلة على حياة ابنتي. ستعيش، ستكون قوية وستكون خادمتك."

بمجرد أن غادرت الكلمة الأخيرة من صلاتها شفتيها، غادرتني قوتي الجديدة. ساقاي اختفتا تحتي وسقطت على الأرض، صدري يحترق وكل نفس يشعرني باللهب يلعق داخلي. أركع على ركبتي ويدي، أحاول السعال لإبعاد النار، ومع كل محاولة، يدخل المزيد من الهواء. أخذ أنفاسًا أعمق، أسعل بشكل أقوى ثم أشعر به، كأن النار تساعد على إذابة الغبار في رئتي. أفتح فمي وأتقيأ. المخاط الرمادي الساخن يتناثر على يدي قبل أن يغسله المطر وأنا أتنفس مرة أخرى، أتنفس حقًا، أنفاسًا عميقة ونظيفة إلى قاع رئتي. لا نار، لا ألم، لا حرمان من الأكسجين.

أنظر إلى أمي، رغم أن المطر يهطل على وجهها، أستطيع أن أرى أنها تبكي، لكنها دموع تتبع الشعور الذي تشعر به عندما تعتقد أنك فقدت شيئًا مهمًا في حياتك ثم تجده مرة أخرى. دموع الفرح والارتياح.

تساعدني على الوقوف وتأخذني بين ذراعيها، وأسمع بكاءها السعيد بجانب شعري. نحن ندور ونرقص مرة أخرى وسرعان ما ينضم إلينا العديد من الآخرين من الكهف. يقفز الأطفال في البرك، الرجال والنساء يعانقون ويقبلون بعضهم البعض. يجمعون الماء في الأواني ليأخذوه إلى داخل الكهف في حال اختفى المطر مرة أخرى.

أستلقي وأغلق عيني، رائحة المطر وصوت الطبول خارج الكهف يهدئني ويجعلني أنام، وترتسم ابتسامة على وجهي.

أنا على وشك الوصول إلى أرض العشب الأخضر والحيوانات والأنهار التي لا تنتهي عندما فتحت عيني فجأة على ريح باردة تلعق وجهي، تاركة طعم الحصى المبلل على لساني. أرى ظلالًا تتحرك على جدار الكهف بسرعة لا يمكن أن تكون بشرية، ثم تبدأ الصرخات.

أصوات مليئة بالذعر، رجال ونساء وأطفال يحاولون الهروب من الظلال التي تطاردهم. أصوات تمزيق اللحم وأصوات الغرغرة للحناجر المليئة بالدم.

تركض أمي إلى جانبي وتركع أمامي.

"اسمعيني يا طفلي! هو لن يراك، لكنه يستطيع أن يشعر بك. عليك أن تبقى ثابتًا وتنتظر، لا تدعه يمسك بك. ابق على قيد الحياة! هل تسمعني؟ وعدني أن تبقى على قيد الحياة! الأمر كله يعتمد عليك الآن. ابحث عن الذئب واحصل على قوتك الخاصة. إنها الطريقة الوحيدة لهزيمته"

تظهر عيون ذهبية خلف أمي. تشعر به لكنها بدلاً من القتال أو الصراخ أو محاولة الهرب، تظل عيناها متشابكتين مع عيني وتميل رأسها ببطء إلى الجانب، مكشفة عن عنقها. تقترب العيون الذهبية وأستطيع رؤية الوجه الذي تنتمي إليه. رجل ذو ملامح جميلة جدًا لم أر مثلها من قبل، شعره بني قصير، لا يصل حتى إلى كتفيه، بشرته شاحبة لكن ليست مريضة، لديه فك قوي، شفاه حمراء ممتلئة وعظام وجنتين عالية لكن الجلد الذي يغطيها صحي من عدم معرفة الجوع. عيونه الذهبية محاطة برموش داكنة كثيفة تحت حاجبين سميكين.

أريد أن أصفع أمي لتخرجها من حالتها، أجعلها تهرب، لكنني متجمد، ظهري صلب على جدار الحجر خلفي. أنا مفتون بالجمال أمامي.

هل أغضبنا السماء مرة أخرى؟ هل أرسلت السماء هذا الجمال ليعاقبنا؟

كل شيء حدث كما لو كان بطيئًا، الوجه الجميل قريب من عنق أمي، الشفاه الممتلئة مفتوحة والأسنان الحادة الطويلة تغرق في لحم أمي.

مص، بلع، مص وبلع، الصوت ذكرني بالماء الذي شربته من كيس البوتا عندما كنت طفلاً. يتلاشى وهج أمي، دمعة واحدة تتدحرج على خدها، وأغلق عيني.

في المرة التالية التي فتحت فيها عيني، كانت النار في الكهف قد انطفأت منذ زمن طويل، الشمس تتدفق من فتحة الكهف، فخورة بطرد المطر. أغلقت عيني مرة أخرى، آمل أن تستيقظ أمي قريبًا لتشعل النار، لم أكن أبدًا جيدًا في ذلك. أحاول الاستماع للأصوات في الكهف لكنني أستقبل بصمت مميت. لا نساء يهدئن أطفالهن الباكين، ولا رجال يحركون الأشياء قبل الخروج للعمل. كانت الأصوات الوحيدة هي أصواتي. ثم ضربتني الرائحة. رائحة الدم، الأمعاء والجثث. الذكريات ضربتني كالصاعقة. بالكاد أستطيع التنفس، أحتاج إلى الخروج. أحاول العثور على القوة، أبدأ على يدي وركبتي في اتجاه الفتحة.


  • ملاحظة المؤلف: شكرًا لقراءتك!

  • هذا هو كتابي الأول واللغة الإنجليزية ليست لغتي الأم، لذا يرجى ترك تعليق لطيف للإشارة إلى الأخطاء.

  • تأكد من الإعجاب بالفصل إذا استمتعت به!

Previous ChapterNext Chapter