




6
"الآن فعلتها. كنت أعلم أنك جاسوسة." قالت جينجر بانتصار.
ما هي؟ طفلة في الثامنة؟
حاول لايل أن يمسكه، لكن غابي أبعده كما لو كان ذبابة.
انفجر غابي في غرفة المعيشة. أسقطت حقيبتي. هذا لم يكن القائد الذي رأيته بالأمس. كان هذا رجلاً مخمورًا بالقوة والغضب. عينيه تلمعان باللون الأحمر وظهرت ذئب أسود من خلاله.
توجه مباشرة نحوي. تفرق أصدقائي المزعومون. تراجعت، لكن لم يكن ذلك كافيًا للابتعاد عن غابي.
أمسك بكتفي وضغطني على الحائط. كنت محاصرة بين جسده والحائط خلفي.
"هل هم هنا من أجلك؟" صرخ.
"ماذا؟" تراجعت تحت حرارة نظراته.
"لا تتظاهري بالغباء. هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدم حزمة داري أرضي."
"أقسم. ليس لدي أي فكرة عما تتحدث عنه."
ضربتني قوة غابي كأشعة الشمس المباشرة. انهمرت الدموع على خدي. أمسك بي بقوة أكبر.
"الدموع لن تنقذك."
"توقف، توقف." شعرت وكأنني وضعت تحت كتلة من الأسمنت وكان هناك شخص يقفز على الكتلة.
انزلقت على الحائط في نفس الوقت الذي فقدت فيه رؤيتي. شعرت بالحرارة. رأيت النار أمامي. على أسطح المنازل، على ظهور الناس تتبعهم اللحم الممتد. ملأت صرخاتهم أذني. صرخات الرعب. الخوف من الاحتراق حيًا.
"إنها تتظاهر. هيا، إنها تعمل معهم." انفجرت كينزي.
"لا يمكنها التظاهر، فقط انظر إليها. لا يمكنها أن تكون ممثلة جيدة بهذا القدر." رد آش.
أدركت أنني كنت أمسك بأذني وأبكي بينما كنت ملتفة في كرة على الأرض.
"غابي، ما هذا بحق الجحيم؟" سأل لايل.
لم أفتح عيني رغم أنني أردت ذلك. كل ما رأيته كان فوضى ودمار. شعرت أنني هناك معهم.
في لحظة تم سحبي من الأرض وحملني كطفل. فتحت عيني وبدأت الصرخات تتلاشى. كنت في ذراعي غابي.
"ماذا بحق الجحيم تفعل؟" صرخت كينزي.
شد غابي قبضته علي. لم يرد، بل حملني خارج غرفة المعيشة.
"يا رجل؟" سأل بين.
كانت كينزي على وشك الهجوم، لكن زملائها من البيتا أمسكوا بها.
"كفى. لا أحد يتبعني." صرخ غابي.
"من الأفضل أن تكون ذاهبًا لتسلخها حية." صرخت كينزي.
كانت كلماتها آخر شيء مخيف سمعته قبل أن يبدأ رأسي في النبض وفقدت الوعي. كانت أحلامي فارغة وسوداء مثل الثقب الأسود. استيقظت وقلبي ينبض بقوة وجلست لأفحص محيطي.
"جيد. لقد استيقظت."
جاء صوت غابي من يميني. كان مستندًا إلى الجدار قرب السرير وبالقرب من النافذة. على الأقل لم يكن في نوبة غضب.
"نعم؟"
"ما كان ذلك؟"
فركت مؤخرة رأسي لأن هذا هو المكان الذي كان يؤلمني أكثر قبل أن أفقد الوعي.
"أنا... لا أعرف."
"يجب أن تعطيني أكثر من ذلك يا ليلى." عبر الغرفة وجلس على السرير.
وصلت قوته إلي مرة أخرى، مجبرة إياي على قول الحقيقة.
"نار. في كل مكان. هذا ما رأيته."
فركت كتفي ونظرت إلى البطانية. سحب غابي الأغطية حتى خصري. ربما كنت أنا، لكنني ظننت أن ذلك كان لفتة طيبة منه، بالنظر إلى أنه كان على وشك تمزيقي إلى نصفين.
"ماذا يعني ذلك بحق الجحيم؟" صرخ.
"لا أعرف! كان فظيعًا. شعرت وكأنه كابوس."
"الكوابيس لا تحدث وأنت مستيقظة."
"هذا حدث."
أطلق غابي زفرة ثقيلة. انخفضت كتفاه ونظر إلي في العينين وكأنه ينظر إلى روحي.
"غدًا هو ليلة البدر. ستتحولين حينها. سأعرف ما أنتِ عندما تفعلين."
أومأت برأسي ونظرت إلى يدي المرتجفتين. جاء يد غابي ومسح شعري عن وجهي. نظرت إليه ووضع خدي في راحة يده الكبيرة.
"احصلي على بعض الراحة."
"هنا؟" سألت بينما كان يقف.
"هل يجعلك غير مرتاحة؟"
"أنا... حسنًا."
ابتسم، "لن أفعل لك شيئًا."
خرج، لكنه ترك الباب مواربًا حتى أتمكن من سماع أن هناك شخصًا ما بالخارج.
"ماذا بحق الجحيم؟" صرخت كينزي.
"مهلاً." حذر غابي.
"لماذا تلك العاهرة في غرفتك؟ هل ستضاجع العدو حقًا؟"
"لن أفعل." صرخ. "ليس لدي وقت لغيرتك يا كينزي. دين قادم غدًا وعلينا أن نستعد. تحدثي إلى لايل وبين عن تأمين الحدود. لن يأتي وحده."
"الملك ألفا قادم؟"
بدأ قلبي ينبض بسرعة. الملك ألفا؟