




11
وجهة نظر فيكتوريا
"فيكي، أعتقد أن هذا البنطال الأسود سيكون رائعاً عليكِ." حوّلت نظري ولاحظت أن سونيا كانت تحمل بنطالاً أسود ضيقاً، مما جعلني أدير عيني وأتجاهلها.
"هيا فيكي، هذا سيبدو جيداً عليكِ." تذمرت ووقفت أمامي وهي تحمل البنطال الطويل.
تنهدت وقمت من السرير. مشيت إلى الخزانة وأخرجت بنطال جينز أزرق وقميص قصير، أغلقت الخزانة ووضعت الملابس على السرير.
"وأين ستذهبين بهذه الملابس؟" سألت سونيا وهي تلتقط الملابس.
"إلى حفلة عيد الميلاد بالطبع." أجبت وأنا أحاول أخذ الملابس منها، لكنها أخذتها وأعادتها إلى الخزانة.
"لن تذهبي إلى تلك الحفلة مرتديةً مثل هذه الملابس، خاصةً عندما يكون شريك حياتك هناك." بمجرد أن قالت تلك الكلمات شعرت بالقلق.
"هو ليس شريكي ولا أستطيع حتى تذكر وجهه." كذبت. لأن كل ليلة قبل أن أنام، ما زلت أرى تلك العيون الخضراء الجميلة تخترق روحي.
"أكاذيب." تمتمت سونيا ووضعت البنطال الأسود الطويل وقميصاً أزرق قصيراً على السرير.
"لن أرتدي هذا." تمتمت.
"آسفة يا صديقتي، ليس لديكِ خيار." قالت تلك الكلمات وتركتني وذهبت إلى الحمام.
تذمرت والتقطت الملابس من السرير. هذه الملابس كانت مناسبة للنوادي الليلية وربما لحفلات المراهقين الجامحة، وليس لحفلة عيد ميلاد لرجل مسن.
هززت رأسي وأعدت الملابس على السرير. فكرة رؤية ذلك الرجل الغامض جعلتني أشعر بالخوف والقلق، ولأسباب غريبة، بالحماس.
"لماذا لم ترتدي ملابسك بعد؟" صوت سونيا أعادني من أفكاري، مما جعلني أتذمر وأقف على قدمي.
خلعت بنطالي الرياضي وارتديت البنطال الأسود الذي أجبرتني عليه.
نظرت في المرآة ورأيت أن البنطال كان جيداً علي، لكنه كان يكشف عن شكل جسدي، ولم أكن مرتاحة لذلك.
"هل يمكنني من فضلك عدم ارتداء هذا؟" توسلت.
تجاهلتني سونيا وارتدت ملابسها. ارتدت جمبسوت أزرق كان يبدو رائعاً عليها.
"اجلسي." أمرت سونيا.
جلست على الكرسي بينما التقطت مشطاً ومشطت شعري.
"أنت تعلمين أن هذه حفلة شخص آخر وليست حفلي." تمتمت عندما أدركت أن سونيا كانت تأخذ وقتها في تصفيف شعري. ضحكت وتركت شعري.
"شكراً." تمتمت.
"أي شيء من أجلك يا عزيزتي." ردت وأخذت حقيبتها من الطاولة، وخرجنا من المنزل.
لم يكن من الصعب علينا العثور على منزل الرجل، وفي وقت قصير كنا واقفين أمام قصر صغير، لكنه ليس صغيراً جداً.
"كنت أعلم، هذه العائلة غنية جداً." أعلنت سونيا بحماس.
تجاهلتها وأخذت نظرة أفضل على المنزل، وبالفعل كان القصر مميزاً.
"لنذهب، لا أستطيع الانتظار." سحبتني سونيا نحو البوابة وقرعت الجرس. في غضون ثانية، وقف أمامنا رجل طويل القامة ومفتول العضلات.
"هل أنتما هنا من أجل الحفلة؟" كان صوته خشناً لكنه هادئ.
"نعم." أجبت بينما أحاول إخراج بطاقة الدعوة من حقيبتي.
"يجب أن تكوني فيكتوريا." نظر إلي بابتسامة كبيرة على وجهه.
"نعم، كيف عرفت ذلك؟" سألت بارتباك.
"أوه، هذا؟ رئيسي أخبرني أنكما ستأتيان." ابتسم لي مرة أخرى وسمح لنا بالدخول.
دخلنا، وما زلت أشعر بنظراته علي.
"ألا تعتقدين أن ذلك الرجل تصرف بغرابة؟" سألت سونيا.
"ربما يكون مستذئباً." أجابت سونيا بشكل عادي، وكأن ما قالته لم يكن غريباً.
دحرجت عيني ومشيت إلى غرفة الجلوس حيث كانت الحفلة تقام.
لحظة دخولنا، أدركت أن هذا الرجل لم يكن رجلاً عادياً. نوعية الناس في القاعة تدل على أنه كان بالفعل رجلاً ثرياً.
كان الضيوف يرتدون ملابس فاخرة وغالية، وملابس النساء ومجوهراتهن كانت براقة.
من مجرد النظر إلى ملابسهم، كان من الواضح أنني وسونيا فقط من طبقة مختلفة.
"لو كنت أعلم فقط." تمتمت سونيا.
"لو كنت تعلمين ماذا؟" سألت.
"لكنت ارتديت أفضل ملابسي لهذه الحفلة." تمتمت وتركتني لتذهب إلى البار للحصول على بعض المشروبات.
تفحصت القاعة لأرى إن كنت أستطيع العثور على الرجل الذي دعاني، عندما وقع نظري عليه بالصدفة.
لحظة استقرار نظري عليه، شعرت بشعور غريب في معدتي وأصبحت راحتي يدي متعرقتين. حاولت أن أزيح نظري عنه، لكن عيني كانت ملتصقة به.
كان يرتدي بنطال جينز ضيق أسود وبلوزة طويلة الأكمام ذات ياقة عالية خضراء تتناسب مع لون عينيه وسترة سوداء تناسبه تماماً. كان يبدو وسيمًا للغاية ووقف هناك يحتسي مشروبه مثل نصف إله.
كل شيء عنه يصرخ بالقوة والسلطة، وشعرت بجسدي يرتجف عند التفكير في ذلك.
نظرت إليه بشكل أفضل ولاحظت أنه على عكس الضيوف كان يرتدي تعبيراً خالياً من العواطف، وشعرت وكأنه مجبر على حضور هذه الحفلة، مما جعلني أتساءل لماذا يشعر الابن بعدم الاهتمام في حفلة والده.
هززت كتفي ونظرت بعيداً، لكن سمعت صوت شخص من خلفي.
"إريك!" صاحت الفتاة بسعادة.
وكأنها ومضة عين، نظر في طريقي.
لحظة التقاء عيني به، شعرت بجسدي يرتجف وقلبي ينبض بالحماس. حاولت النظر بعيداً، لكن شعرت وكأنني ملتصقة به.
لاحظت أن شفتيه تتحركان، لكن لم أتمكن من فهم ما كان يقوله. بفضول، ركزت على شفتيه وفهمت ما كان يقوله طوال الوقت،
"ملكي." قرأت تلك الكلمات من شفتيه.