Read with BonusRead with Bonus

5

بدأت أتمتم بنغمة خفيفة متوافقة مع الأغنية التي تُبث على الراديو بينما كنت أركن السيارة في الموقف وأطفئ المحرك، وأبتسم لأختي قبل أن آخذ حقيبتي من المقعد الخلفي.

أخذت هي حقيبتها أيضًا وخرجنا من السيارة، وأغلقناها قبل أن نتوجه نحو المدخل الرئيسي للمدرسة.

"أين كايلا؟ هل أرسلت لك رسالة؟" سألت دري بينما كنت أتحقق من هاتفي بشكل عابر.

"لا، ماذا عن جيس؟"

"قالت إنها لن تأتي إلى المدرسة اليوم. عليها أن ترعى جيشًا من أبناء عمومتها مرة أخرى،" قلت وأنا أرفع عينيّ بينما ضحكت دري، ودفعنا الأبواب الزجاجية المزدوجة ودخلنا مبنى المدرسة وتوجهنا إلى خزائننا.

فتحت خزانتي وألقيت حقيبتي بداخلها بينما فعلت أندريا الشيء نفسه، وأخرجت فقط الأشياء التي نحتاجها للفترات الأولى.

"حسنًا، يبدو أنه لا يوجد سوى نحن الاثنين اليوم،" قالت وهي ترفع كتفيها وأعطتني عناقًا كالمعتاد.

"أراك لاحقًا،" أومأت، وأغلقت خزانتي قبل أن أتوجه إلى صفي.

دفعت الباب بعد لحظة صغيرة من التردد، ونظرت بعيني بشكل غريزي عبر بحر الطلاب بحثًا عن زوج من العيون الخضراء المقلقة.

تنفست الصعداء بخفة عندما أدركت أنه لم يكن حاضرًا، وتذكرت بشكل عرضي تلك الكلمات اللامعقولة التي قالها لإستيفاني أمس بينما كنت أتوجه إلى مقعد فارغ.

مخطوبته... لعبته...

لابد أنه مجنون حقًا.

جلست ووضعت أغراضي على الطاولة، وانحنيت على مسند الظهر بينما أخرجت هاتفي من جيب سترتي وبدأت أتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بملل عندما ظهرت رسالة من أختي فجأة على الشاشة.

"يا رجل، إستيفاني في صفي، ما هذا؟"

ماذا؟

لم أتمكن من الرد عندما صرخت الكرسي الفارغ بجانبي على الأرض، رفعت نظري من هاتفي إلى الشخص الذي حركه.

شاهدت وهو يجلس عليه ويدير جسده الكبير ليواجهني، محاصرًا إياي بين الجدار وبينه.

نظرت بصمت في عينيه اللامعتين، ولاحظت كيف تتبع نظراته ببطء طولي قبل أن يجد عيني مرة أخرى.

"ماذا تفعل هنا؟ ألا تمانع صديقتك أنك تجلس بجانبي؟" رفعت حاجبًا ووضعت ذراعي على صدري، وأعطيته نظرة مملة ومزعجة.

أطلق ضحكة، ولاحظت تلك الغمازات في خديه الحليقين.

"أستطيع أن أفعل ما أريد، وقتما أريد. تذكر ذلك،" رد بطريقة عدوانية، ومع ذلك لم يتمكن من إخافتي ولو قليلاً بينما دورت عينيّ،

"أيًا يكن،"

"لكن فقط لتعلم، لن أكون لعبتك أو أي شيء. أنت لا تملكني، فهمت؟"

"لا أعلم إن كان غرورك المدلل هو ما يجعلك تعتقد أنك تملك وتستطيع فعل ما تريد، لكن تذكر هذا، لست واحدة من تلك الفتيات التافهات اللواتي يرمين أنفسهن عليك فقط لأنك وسيم أو أيًا يكن،"

بمجرد أن خرجت تلك الجملة الأخيرة من شفتي، اتسعت ابتسامته الشريرة، وأظهر تلك الأسنان البيضاء المثالية بينما كانت عيناه الزمرديتان تلمعان بنظرة خبيثة، كادت تجعلني أتراجع.

"أوه، لكنني أملكك. أنتِ لي وأستطيع فعل ما أشاء بك،"

"منذ متى؟" قلت بسخرية.

"منذ أن قدم والدك العهد، وأعطاك للوريث التالي للعرش. أنا،"

سقطت ابتسامتي الساخرة فورًا عند ذكر والدي، وحل محلها تعبير مصدوم تمامًا.

"و-والدي؟ كيف تعرف والدي؟"

"ماذا؟ ماذا تقصد بأنه أعطاني لك؟ ماذا تعني بأنه أعطاني لك؟ هذا..." توقفت فجأة عندما أدركت أنني رفعت صوتي وجذبت انتباه معلمنا عن غير قصد، فتظاهرت بسرعة بكتابة ما كتبه على اللوح بينما كان يراقبني لبضع ثوانٍ قبل أن يعود إلى أفعاله السابقة.

"هذا جنون!" همست بغضب وأنا أعيد انتباهي إليه، "أنا لست ماشية أو ملكية، تباً! وآخر مرة تحققت فيها، نحن في القرن الحادي والعشرين أو هل عدنا بالزمن إلى الوراء وأنا الوحيدة التي لم تتلقَ الإشعار؟"

ابتسم بخبث، ودفع خصلات شعره السوداء النفاثة بعيدًا عن جبهته قبل أن يميل أكثر، مما سمح لي بشم رائحة عطره الرجولي الخفي ودفء أنفاسه النعناعية وهو يقول بوحشية،

"بقدر ما أستطيع أن أقول، هناك أشياء كثيرة لم يخبرك بها والدك. أعني، لماذا يزعج نفسه؟ في النهاية، أنت مجرد إنسانة ضعيفة. لم تتلقِ حتى الجين. ربما لهذا السبب تركك في عالم البشر، غير مدركة تمامًا لأنه كان يعلم أن لا أحد سيبحث عنك على أي حال. لا أحد يريد إنسانة ضعيفة وعديمة القوة،"

نظرت بصمت في عينيه الخضراء الشريرة للحظة، على وشك أن أسأله عما كان يهذي به ولماذا يستمر في مناداتي بإنسانة ضعيفة عندما رن الجرس فجأة، مدركة أنني يمكنني تركه مع هذيانه السخيف والمشي بعيدًا.

قد يكون كاذبًا، بالنسبة لكل ما أعلمه.

فماذا لو كان يعرف اسمي الحقيقي، ربما فقط نبش في سجلاتي لغرض تخويفي والحصول على ضحكة جيدة منه، بالنسبة لكل ما أعلمه.

تباً له.

نهضت من مقعدي وجمعت أغراضي، ملقية عليه نظرة غاضبة عندما لاحظت أنه رفض التحرك من مقعده، يمنحني واحدة من تلك الابتسامات الغبية.

لذا ضغطت نفسي بقوة بين ساقيه الطويلتين والطاولة، ملاحظة كيف تتبع نظره ببطء من جواربي العالية إلى تنورتي المثنية، مما جعلني أشعر بعدم الراحة الشديدة وأحاول الهروب حتى تمكنت أخيرًا من الوصول إلى الممر، مسرعة في طريقي نحو الباب.

"ماذا عن أختك؟ هل هي ضعيفة وعديمة الفائدة أيضًا؟"

توقفت فجأة عندما وصلت تلك الكلمات إلى أذني، ممتلئة بالغضب وأنا أستدير بسرعة،

"اسمع، أيها الوغد، تلمس شعرة واحدة من رأسها وسأ-"

في أقل من ثانية، وجدت نفسي مضغوطة ضد الباب المغلق، ملاحظة عابرة أننا كنا وحدنا في الفصل قبل أن يرتفع نظري لمقابلته.

"ستفعل ماذا؟"

كانت يداه القويتان والكبيرتان تمسك بمعصمي بإحكام بينما كان يضغطهما بقوة ضد الباب وعلى مستوى كتفي، شعرت بعظامي تؤلم بشدة لدرجة أنني ظننت أنها ستنكسر بعد قليل من الضغط الإضافي.

ومع ذلك، رغم الألم المزعج، رفضت أن أذرف دمعة واحدة، ناظرة إليه بتحدٍ في عينيه اللامعتين.

"أنا لست خائفة منك"، بصقت بين أسناني المطبقة، ملاحظة تلك الابتسامة الشيطانية التي تجذب شفتيه الوردية الطبيعية.

"ماذا عن الآن؟"

همس بخبث، شعرت بجسدي كله يمتلئ بالخوف والرعب عندما شاهدت عينيه تتحولان من اللون الأخضر الزمردي إلى لون ذهبي متوهج بشكل غير طبيعي، ينظر إلي بجوع.

سريعًا ضغط يده على فمي، مكتمًا الصرخة التي كانت على وشك الانفجار.

"لا تزعجي نفسك. لا أحد سيصدقك,"

Previous ChapterNext Chapter