




الفصل الرابع
بحذر، ارتدت معطفه عبر ذراعيها. كانت تستطيع شم الرائحة الخفيفة المنعشة للخشب. كان معطفه كبيرًا جدًا بالنسبة لها.
أفضل!
لم يكن يظهر أي علامات على جسدها. عينيه الملتهبتين على جسدها ما زالت حاضرة في ذهنها. شعرت ببصيص من الأمل عندما سمعت صوته الرقيق الذي تحول تمامًا إلى صوت رعدي في هذه القاعة.
كانت تتوقع منه أن يأخذها بعيدًا عن هذا الجحيم. سمعت صوته وهو يذكر بمرارة أسماء الأشخاص الذين طلب رؤيتهم فورًا.
"غابي تناديه بالرئيس، يعني أن لهذا الوحش رئيسًا."
كانت تتجاهل سبب صراخه على الفتاتين الشقراوين. اللتين أجبرتاها على ارتداء الملابس وأطالتها واحدة طويلة القامة. لم تطرح أي سؤال لأنها اعتبرت أن خاطفها قد أمرهما بذلك.
"أميا،" قال بصوت حلو كالعسل يذوب في فمه.
رفعت رأسها وحدقت فيه. كان يرتدي قميصًا أسود يليق تمامًا بجسده المتين. كانت ربطة عنقه مفكوكة قليلاً، وفكه وأنفه منحوتان. كان لديه عيون كهرمانية. كان وجهه غاضبًا لكن عينيه كانتا لطيفتين عليها. دفعت نفسها من الأريكة وانتظرت أن يتحدث.
"يمكنك صفعها عشر مرات وأشياء أخرى. يمكنك معاقبتها." قال مشيرًا إلى الفتاة الشقراء في الفستان الأسود.
مهما كان يقول، فقد فهمته على الفور. أراد ذلك حتى تشعر الفتاة الشقراء بألمها. الألم الذي مرت به.
لكنها لم تكن هي. نظرت إلى الفتاة. كانت الدموع تتساقط من عينيها وكلاهما كان يرتجف من الخوف. كانت تدرك وضعهما، وما كانتا تمران به حاليًا. الوحش جعلها تشعر بنفس الطريقة.
هزت رأسها من اليسار إلى اليمين مرتين بلا.
أمال رأسه نحوها، "لماذا؟" بدا متحيرًا.
"رئيسهما أمرها بذلك. لو لم تفعلا ما قيل لهما، ربما كان سيقتلهما أو يفعل ما هو أسوأ. يمكنه فعل أي شيء لهما. ليس خطأهما. كانتا تنفذان الأوامر فقط." قالت بصوت منخفض.
كان ينظر إليها بدهشة. لكنه أخفى ذلك على الفور. أشار للفتاتين الشقراوين بالرحيل.
"عودوا إلى غرفتكما. لن يؤذيكن أحد." قال لها.
المنزل! لن يساعدني. إذا كان يستطيع حمايتها من هذا. لماذا لا يستطيع حمايتها من ذلك الوحش؟ هل هو الرئيس أم أن ذلك الوحش هو الرئيس، فكرت.
"أريد العودة إلى المنزل. أخي سيظن أنني في رحلة مع أصدقائي." همست.
نظر إليها بغضب، "أخوك خسر كل شيء في كازينونا. هو الآن مدين بملايين الدولارات. عندما يسدد أموالنا، يمكنك العودة. حتى ذلك الحين هذا المكان هو منزلك." قال وكأنه قانون.
انخفض قلبها. زحف الذعر إلى جسدها، مما جعل جسدها يرتعش. تجول عقلها في أفكار شريرة وأسوأ الأشياء التي يمكن أن تحدث لها، "ماذا ستفعل بي و.. وذاك الوحش؟" سألت وابتلعت بصعوبة.
"قلت لك إنك في أمان. أعدك بذلك." قال ونظر إلى غابي.
"نعم، سيدي." انحنى غابي برأسه ورفع يده ليمسك بها.
ارتجفت وتراجعت إلى الخلف، "لا تلمسها." قال له بفظاظة، وهو يحدق فيه.
"آسف، سيدي. من فضلك، سيدتي." أشار غابي بيده.
نظرت إليه وعادت خلفه. أرادت أن تبكي وتصرخ لكنها لم تكن فتاة ضعيفة. بعزيمة على إيجاد حل للخروج من هنا، بدأت تتجول في الغرفة.
كانت تلف معطفه حول ذراعيها. كانت تبحث بعينيها عن شيء يمكن أن يساعدها في الهرب، "لابد أن أخي يعتقد أنني في رحلة. لن يأتي من أجلي. وصديقتي الغبية لابد أنها تظن أنني فاتني الطائرة لأنني كنت نائمة. آه.. وماذا كان يقول؟ كازينو وديون. أحتاج للتحدث مع أخي." تنهدت بإحباط.
سارت باتجاه الباب. أدارت المقبض وفتحت الباب قليلاً لتنظر خارجاً. عندما لم ترَ أحداً، ابتسمت بانتصار. تسللت خارج غرفتها للهروب من المنزل المقفل. مع كل خطوة، كانت تنظر للخلف لتتأكد من أن لا أحد يلاحقها. سارت عبر الممر وسمعت بعض الأصوات.
توقفت عند الباب لتسمع الأصوات الغريبة. كان يتحدث بصوت منخفض، تجاهلتهم وأخذت خطوات هادئة. سمعت الأصوات مرة أخرى. وجدت نافذة مفتوحة لكن الستائر كانت تغطي المنظر.
"ربما هذا يقودني للخارج،" فكرت.
أزاحت الستارة بحذر لتقفز إلى الجانب الآخر. شحب وجهها واتسعت عيناها. وضعت يديها بقوة على فمها. لم تستطع تصديق ما رأته.
إنه منزل الوحش. يمكنه فعل أي شيء. إنه بلا إحساس. من يفعل مثل هذه الأشياء دون إغلاق جميع الأبواب والنوافذ؟ فكرت.
أزاحت المشهد المقزز. كانت على وشك الابتعاد عن النافذة للبحث عن نافذة أو باب آخر يحمل مفتاح حريتها.
"ماذا تفعلين هنا؟" همسه الفولاذي وصل إلى أذنها. ارتعشت لكنها لم تستدر. تعرفت على صوته الحلو بسرعة.
أدارها لتواجهه. كان قريبًا جدًا منها، لم تستطع إزالة عينيها عن عينيه العنبرية. رمشت وعندما امتلأت بالخوف لأنها أُمسكت وهي تحاول الهرب من جحيمه.
فتحت فمها لتكذب عليه بأنها كانت جائعة. ابتسمت لفكرة ذلك ونظرت إليه مرة أخرى. أربكته وهو يشاهد بغضب لكنه بشكل غريب، لم يكن مركز غضبه عليها. كان خلفها.
ربما سيعاقبه. لأنه آذاها. هذه المرة، إذا طلب مني أن أصفعه عشر مرات. سأطلب منه زيادتها إلى عشرين مرة. الوحش يستحق أسوأ من مجرد صفعات. فكرت.