9
من منظور كليمنتين
شعرت بالصدمة وأنا أرى كيف كان شراب الشوكولاتة يتساقط من وجهه إلى عنقه. "ما الذي يحدث؟!" نظرنا إلى الصارخ، ومن مقعدهم رأيت ليانا تنهض وتأتي إلى حيث كنا نقف، وتبعها ليونا. وصل فون وفان أيضًا. كانت كل العيون متجهة نحونا.
"ماذا حدث لك يا أخي؟" سألت ليانا.
"قلت لك ألا تأتي إلى هنا." تذمر فون وهو ينظر إلي. ابتلعت ريقي.
"هل أنت بخير؟" رفعت رأسي عندما سمعت صوت كريد. ابتلعت ريقي لأنه كان ينظر إلي، فأومأت برأسي.
"فين!" صرخت ليانا. من مقعدهم في الأعلى ظهر فين ونظر إلى ليانا ثم إلينا.
"أوه؟ شخص آخر أصيب. ضربة سيئة." قال فين ثم أدار ظهره لنا.
"فين! هل أنت حقًا غير ناضج لهذه الدرجة؟!" صرخت ليانا.
"أوه، يجب أن نغطي آذاننا." نظرت إلى فان الذي كان يغطي أذنيه بالفعل بكلتا يديه. عدت بنظري إلى كريد وهو يمسح نفسه. أخذت منديلي واقتربت منه.
"سأساعدك." قلت، فنظر إلي، ابتسمت ثم ساعدته في مسح وجهه.
"ليس خطأي أن كريد أصيب، في الواقع كان يعلم بخطتنا." سمعت فين يقول.
"لماذا تريد أن تؤذي كليمنتين؟!" سألت ليونا بغضب.
"لأنها الأولى! تحتاج أن تدرك ما تواجهه." سمعت فين يقول. نظرت إلى عيني كريد الخضراء كالبحر فابتلعت ريقي.
"عيناك رائعتان." قلت، فابتسم.
"لا تحدقي، ستفقدين أنفاسك." قال وغطى عيني. أزلت يده ثم ابتسمت.
"شكرًا لك على ذلك." قلت، مشيرة إلى ما فعله لحمايتي من شراب الشوكولاتة.
"سررت بذلك." رد. نظرت إلى فين الذي كان لا يزال يتجادل مع ليونا وليانا. بعد فترة شعرنا بزلزال، فتمسكت بالجدار، لكن لم يكن الجدار ما كنت أمسكه بل صدر كريد. اتسعت عيناي فسحبت يدي لكنني فقدت توازني بسبب قوة الزلزال. كنت سأقع لولا أنني شعرت بشيء يسحب خصري. فتحت عيني ورأيت اللون الأخضر البحري لعينيه.
"لا تتحركي، ستشعرين بالدوار." قال فابتلعت ريقي. كنا قريبين جدًا من بعضنا.
"يكفي فين!" صرخت ليونا، فالتفتنا نحو الثلاثة واتسعت عيناي عندما رأيت فين يطفو في الهواء وكانت هناك لفائف في نباتاته. عندما توقف الزلزال، ساعدني كريد على الوقوف بشكل مستقيم.
"هل أنت بخير؟" سأل.
"نعم، شكرًا لك مرة أخرى." قلت وهززت رأسي.
"سررت بذلك مجددًا." قال كريد بابتسامة.
"ما الذي يعجبك حقًا في الزلازل؟ ماذا لو انهار هذا المبنى وركض الجميع هاربين؟!" قالت ليونا بانزعاج وأمرت النباتات بترك فين. سقط فين من الأعلى فاتسعت عيناي عندما رأيته يسقط. كان سيسقط في منطقة السكاكين. اتسعت عيون جميع المتفرجين. حتى عيون ليانا وليونا اتسعت.
كنت قريبة جدًا لأسمع الجميع يصرخون. تمنيت فجأة ألا يحدث شيء سيء لكريد، فقط أغمضت عيني لبضع دقائق حتى لم أعد أسمع أي ضجيج. كان المكان كله هادئًا للغاية. كأن ملاكًا مر دون أن ندري.
ففتحت عيني ببطء وفوجئت بما رأيته.
كان الجميع متوقفين، متوقفين ولا يتحركون. نظرت حولي لأرى ما الذي يحدث؟