Read with BonusRead with Bonus

الفصل 6: صوفيا

بمجرد أن خرجت من حصتي الأخيرة، أدركت كم تأخر الوقت. السماء تحولت إلى لون النيلي الداكن، تتلاشى في ظلام الليل، ولم يتبق سوى عدد قليل من السيارات في موقف السيارات. معظم الطلاب قد غادروا بالفعل، لكني أفضل ذلك—أقل ازدحامًا، أقل انتباهًا، وأقل فرصة لأن يلاحظني أحد. شددت سترتي حولي قليلاً، متجهة نحو المكتبة.

لم أكن قد قطعت نصف المسافة عبر الحرم الجامعي عندما اهتز هاتفي. بالكاد أرغب في التحقق، لكن جزءًا مني يعرف بالفعل من هو. والدي لا يتصل إلا إذا أراد شيئًا، وهناك شعور بالانقباض في معدتي وأنا أمسك الهاتف وأضعه على أذني.

"صوفيا"، قال بصوت حاد، وارتعشت من السم في نبرته. "أين كنت اليوم بحق الجحيم؟ كان لدي اجتماع معد لك، ولم تحضري."

أغلقت عيني، أحاول الحفاظ على ثبات صوتي. "كنت في المدرسة"، قلت، محاولًا الحفاظ على هدوء نبرتي، رغم أنني أعلم أن ذلك لن يهم. "لدي دروس. لقد أخبرتك—"

قاطعني، صوته قاسي وعالٍ. "لا يهمني دروسك. كان من المفترض أن تكوني هناك. هل لديك أي فكرة عن مدى إحراجي؟ اضطررت لتغطية غيابك، اختلق الأعذار لأشرح لماذا ابنتي لا تعرف كيف تحضر في الوقت المحدد."

كلماته أصابتني كصفعة، الخجل والغضب يتداخلان في عقدة ضيقة في صدري. لقد نسيت بصراحة الاجتماع—هذه "المواعيد" التي يرتبها لي هي آخر شيء أريد التفكير فيه. كل واحد منها أسوأ من السابق، موكب من الرجال الأكبر سناً الذين ينظرون إلي وكأنني شيء يمكنهم امتلاكه. لا يحاولون إخفاء ذلك، أيديهم تبقى لفترة طويلة، أعينهم تتجول علي وكأنني ملكية يقيمونها، وكأنني مجرد سلعة للتفاوض عليها.

"أنا آسفة"، تمتمت، أكره كم يبدو صوتي صغيرًا ومكسورًا. هذا كل ما أستطيع فعله الآن. آخر شيء أحتاجه هو أن يسمعني أبكي، لذا أضغط شفتي معًا، أحاول حبس الدموع التي تهدد بالتساقط.

"عليك أن تكوني آسفة"، قال بحدة. "ويجب أن تضبطي نفسك، صوفيا. لديك وظيفة واحدة—أن تضمني أن تسير هذه الاجتماعات بسلاسة. لا أريد سماع أي أعذار. إذا أخطأت مرة أخرى، ستندمين."

انقطع الخط، لكنني أبقيت الهاتف على أذني، واقفة هناك في الموقف الفارغ بلا شيء سوى البرد والظلام كرفيق. الدموع بدأت تتساقط أخيرًا، تنزلق على وجنتي قبل أن أتمكن من إيقافها. مسحتها بسرعة، وأعدت الهاتف إلى حقيبتي. لا يمكنني الانهيار الآن. أحتاج فقط للوصول إلى المكتبة، حيث لا يمكن لأحد رؤيتي، حيث يمكنني الاختباء بين الرفوف والتظاهر بأن لا شيء من هذا حقيقي.

استدرت وبدأت في المشي مرة أخرى، كل خطوة أثقل من التي قبلها. الطريق إلى المكتبة محاط بأشجار عارية، فروعها تمتد فوقي كأذرع هيكلية. أضواء الشارع تلقي بظلال طويلة على الأرض، وخطواتي تتردد في السكون. أحاول التركيز على الصوت، أتركه يغرق الصوت الذي لا يزال يرن في أذني، لكن بلا فائدة. كلماته تلتصق بي، حادة وخانقة، ولا أستطيع التخلص منها.

عندما اقتربت من المكتبة، أطلقت نفسًا مرتعشًا، يغمرني شعور بالراحة. أنا على وشك الوصول—بضع خطوات فقط، وسأكون بالداخل، محاطة بالهدوء والكتب، حيث لا يمكن لأحد أن يمسني.

لكن قبل أن أصل إلى الأبواب، ظهرت شخصيتان من الظلال، صادمتان إياي وأوقعاني على الأرض. شهقت عندما اصطدمت يداي بالرصيف، الخشونة تخدش راحتي. عندما نظرت إلى الأعلى، رأيتهما—شابان، كلاهما يتمايل، أعينهما غير مركزة وزجاجية. كانا واضحين في حالة سكر، وأحدهما ابتسم لي، مقدماً يده.

"هل أنت بخير؟" يسأل بصوت متثاقل وكلماته بطيئة وثقيلة. أتردد قليلاً، لكنه ينحني ويمسك بذراعي ليجعلني أقف. لكنه ليس ثابتًا، وأكاد أفقد توازني بينما يتعثر ويسحبني معه إلى الأمام.

"شكرًا"، أتمتم محاولًا الابتعاد، لكنه يشدد قبضته وأصابعه تنغرز في ذراعي. أنظر إلى الرجل الآخر، الذي يراقب بابتسامة كسولة، وعيناه تتجولان علي بطريقة تجعلني أشعر بالاشمئزاز.

"إلى أين تسرعين؟" يسأل الأول، ونفسه الحار يلامس وجهي. أحاول التراجع، لكنه يمسك بي بإحكام. أنظر حولي، لكن لا يوجد أحد في الأفق. موقف السيارات فارغ، والحرم الجامعي يبدو مهجورًا، كأنني آخر شخص في العالم.

"دعني أذهب"، أقول بصوت مرتعش، لكنه يضحك فقط ويجذبني أقرب. أحاول الانسحاب، لكن الرجل الآخر يتقدم للأمام، يسد طريقي.

"لماذا لا تعودين معنا؟" يقول، وهو يقترب لدرجة أنني أشم رائحة الكحول في أنفاسه. "نحن فقط نحاول أن نستمتع قليلاً."

"أرجوك"، أهمس، والذعر يتصاعد في صدري. أشعر بدقات قلبي تتسارع، وأنفاسي تأتي قصيرة وسطحية. أدفع الرجل الأول، محاولًا التحرر، لكنه يشدد قبضته، ويده تنزلق إلى خصري. لمسته تشعرني بالاشمئزاز، وأرتجف محاولًا الابتعاد.

"آه، لا تكوني هكذا"، يقول الرجل الثاني، ويمد يده ليمسح شعري. أرتجف وأتراجع، لكنه يمسك بذراعي، يثبتني في مكاني. أصابعه خشنة، ورائحته كرائحة العرق والبيرة الفاسدة. أريد أن أصرخ، لكن صوتي محبوس في حلقي، متجمد من الخوف.

الرجل الأول يقترب أكثر، وجهه على بُعد بوصات من وجهي. "أنتِ جميلة"، يهمس، ويده تنزلق إلى الأسفل، وأشعر بالغثيان يتصاعد في حلقي. أحاول دفعه بعيدًا، لكنه يضحك فقط، ويمسك بمعصمي ويلويه حتى أصرخ من الألم.

"توقف!" أتمكن من الاختناق بالكلمات، لكنهم يضحكون فقط، يحيطون بي بأيديهم في كل مكان. أشعر بالاختناق، وأني محاصرة، ولا أعرف إلى متى يمكنني الاستمرار في المقاومة. العالم يضطرب من حولي، ورؤيتي تتلاشى بينما أكافح، لكن لا فائدة. إنهم أقوى مني، وأنا خائفة جدًا.

ثم، فجأة، يتغير كل شيء. هناك اندفاع من الهواء، وحركة خاطفة، والرجل الأول يُسحب بعيدًا عني، قبضته تختفي بينما يُلقى للخلف. يسقط على الأرض بصوت مكتوم، ينزلق عبر الرصيف، وأنظر للأعلى، مذهولة، أحاول فهم ما حدث للتو.

الرجل الثاني يتراجع، عينيه مفتوحتان بصدمة وهو ينظر إلى شيء - أو شخص - خلفي. أستدير، وقلبي يخفق بعنف، وأرى شخصًا يقف في الظلال، وجهه مخفي لكن حضوره لا لبس فيه. لا أعرف من هو أو لماذا هو هنا، لكن في هذه اللحظة، هو الشيء الوحيد الذي يقف بيني وبين الرجلين اللذين حاولا تمزيق عالمي.

للحظة، يسود الصمت، والهواء مشحون بالتوتر. أستطيع أن أشعر بدقات قلبي تتسارع، وأنفاسي تأتي في شهقات قصيرة بينما أتراجع خطوة، أراقب المشهد يتكشف، غير متأكدة مما سيحدث بعد ذلك. لا أعرف من هذا الشخص أو ماذا يريد، لكن شيء واحد واضح - هو ليس هنا للعب بلطف. قبل أن يحدث أي شيء آخر، أستدير وأركض بأسرع ما يمكن، بعيدًا عنهم، بعيدًا عن الحرم الجامعي، بعيدًا عن المشكلة التي كدت أن أقع فيها.

Previous ChapterNext Chapter