




الفصل 1: صوفيا
تدق الساعة على جدار المكتبة بهدوء، وكأنها تحاول أن تهدهدني بشعور من الأمان. لكنها لا تفلح في ذلك - ليس حقًا. أشعر بالأمان هنا، بالطبع، محاطة بهذه الأرفف الشاهقة والطلاب الصامتين، لكن لا يمكنني أبدًا أن أنسى ما ينتظرني في المنزل.
أنا منحنية فوق دفتري، متظاهرة بالدراسة، رغم أن عقلي يستمر في العودة إلى تلك الليلة. لم يكن ينبغي لي أن أسمعهم. لو لم أسمعهم، ربما كان بإمكاني التظاهر بأن كل شيء طبيعي. لكن أصواتهم تتردد في رأسي كلما ساد الصمت. لم أقصد التنصت؛ كنت فقط عائدة إلى المنزل متأخرة من المكتبة، كما أفعل دائمًا. تسللت عبر الباب الأمامي، حريصة كالعادة على ألا أصدر صوتًا، لكن بمجرد أن دخلت الممر، سمعتهم.
كانوا في غرفة المعيشة، يتحدثون بصوت منخفض، وتجمّدت خارج الباب مباشرة. لقد سمعتهم يتحدثون عن المال من قبل، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا. هذه المرة، لم يكونوا يخططون فقط لكسب بعض المال السريع - كانوا يخططون لبيعي، كأنني قطعة من الممتلكات التي لم يعودوا بحاجة إليها. لا يزال بإمكاني سماع صوت والدي الخشن وهو يقول الكلمات، وهمسة أمي التي كانت تبدو وكأنها متحمسة. "إنه غني"، قالت، وكأن ذلك يبرر كل شيء.
لذلك الآن، كل يوم هو لعبة للبقاء بعيدًا. إذا قضيت ما يكفي من الوقت هنا، قد ينسونني تمامًا. أعلم أن هذا أمل غبي، لكنه كل ما أملكه. أذهب إلى المكتبة كل مساء ولا أغادر حتى يطفئون الأضواء، تلميحًا غير مباشر بأن الوقت قد حان للإغلاق. في الصباح، أخرج قبل الفجر لألحق بعملي في المقهى. أكون هناك لساعات قبل بدء الدروس، مختبئة خلف المنضدة برأسي منخفضًا، مجرد باريستا آخر لرواد الصباح الباكر. لا يلاحظونني، وأنا أفضل ذلك بهذه الطريقة.
أدفع أصابعي بين تجاعيد شعري، وأضعها خلف أذني، وألقي نظرة حولي. لا أحد يعرف ما يجري في رأسي. بالنسبة لهم، أنا مجرد فتاة هادئة مع نمش تحب الكتب أكثر من الناس. وأنا بخير مع ذلك. كلما قل ما يعرفه الناس عني، كان ذلك أفضل. إنه أكثر أمانًا بهذه الطريقة.
لكن هناك ضيقًا في صدري لا أستطيع التخلص منه. لا أعرف كم من الوقت بقي لي قبل أن ينفذوا خطتهم المريضة. أشعر بالتهديد معلقًا فوقي، كثيفًا مثل هواء الصيف. إنها مجرد مسألة وقت. حتى ذلك الحين، سأستمر في الاختباء في العلن، آمل أن ينسوا أنني موجودة. آمل، بطريقة ما، أن أتمكن من الانزلاق عبر الشقوق قبل أن يلاحظوا أنني اختفيت.
أخرج من المكتبة بمجرد أن يعلنوا الإغلاق. الشوارع هادئة الآن، ذلك النوع من الهدوء الذي يكون مريحًا لكنه أيضًا مزعج. هناك برودة في الهواء، وأشد معطفي بإحكام حولي، متمنية لو لم أضطر للعودة إلى المنزل على الإطلاق. لكنه متأخر، ولا يمكنني المماطلة إلا لفترة محدودة قبل أن يلاحظ أحد. لذا أضع دفتري في حقيبتي، وأعلقها على كتفي، وأبدأ في المشي.
إنه طريق يستغرق عشرين دقيقة سيرًا على الأقدام، ولكنه يبدو أطول في الظلام. أبقي عينيّ متجهتين إلى الأسفل، مركزًا على خطواتي، وأعد كل خطوة وكأنها نوع من التعويذة ضد الظلال التي تتربص في الزوايا. أعرف هذه الشوارع جيدًا؛ ربما أستطيع السير فيها وعينيّ مغمضتين، لكن الليلة تبدو مختلفة، تكاد تكون شريرة، وكأنها تضيق عليّ. أزيد من سرعتي، وأحذائي تضرب الرصيف بإيقاع سريع يتردد صداه ضد المباني المبنية من الطوب.
عندما أستدير عند زاوية شارعي، أرى قطة ضالة تخرج من خلف سلة قمامة. أتوقف للحظة، وأجلس على ركبتي، فتتوقف القطة، وعيناها الصفراء تتوهج في ضوء الشارع الخافت. أمد يدي، آملًا أن تقترب. تفعل ذلك، بحذر في البداية، قبل أن تفرك رأسها بأصابعي. تخرخر بصوت منخفض، وللحظة وجيزة، أشعر ببعض الدفء يتسلل عبر البرد. أتمنى لو أستطيع البقاء هنا، مع هذا المخلوق الصغير الذي لا يتوقع شيئًا ولا يطلب شيئًا. لكن لا أستطيع.
"اعتني بنفسك"، أتمتم، وأعطي القطة خدشًا أخيرًا خلف أذنيها قبل أن أقف وأواصل السير.
عندما أصل إلى منزلي، أجد الأضواء مضاءة. أتسلل عبر البوابة الأمامية، ويدي على مقبض الباب، محاولًا تهدئة أنفاسي قبل الدخول. أدفع الباب وأدخل إلى الممر الضيق، وقبل أن أغلقه خلفي، أشعر بلسعة حادة على خدي. الصفعة سريعة ومفاجئة لدرجة أن الألم يستغرق ثانية ليُسجل.
"تظن أنك تستطيع القدوم والذهاب كما تشاء؟" تهمس أمي، ووجهها ملتوي بالغضب. يدها لا تزال مرفوعة، مستعدة لضرب مرة أخرى، لكنها تسقطها، وتجعد شفتاها بابتسامة ساخرة بدلاً من ذلك. "لا يمكنك التجول وكأنك قطة ضالة."
أبتلع بصعوبة، وأبقي رأسي منخفضًا، آملًا ألا تلاحظ الدموع التي تلمع في عيني. إذا كان هناك شيء واحد تعلمته، فهو أن إظهار الضعف يجعل الأمور أسوأ. إنها تراقبني، تنتظر رد فعل، لكنني لا أعطيها واحدًا.
"أنت متأخر"، تزمجر. "لا عشاء لك الليلة."
لا يفاجئني ذلك. أشعر بمعدتي تقرقر، لكنني أتجاهلها، رافضًا أن أظهر لها أنني أهتم. أعلم أنه من الأفضل ألا أجادل؛ فقط أومئ برأسي وأتجاوزها متجهًا نحو غرفتي. أبي غير موجود، ربما في الخارج أو نائم الآن، وهو رحمة صغيرة. أشعر بعيونها على ظهري وأنا أبتعد، ثقل خيبة أملها وغضبها يضغط عليّ حتى أغلق الباب وأغلقها خارجًا.
داخل غرفتي، أتنفس بعمق مهتز، مستندًا إلى الباب. لا يزال خدي يؤلمني، لكنني لا ألمسه. بدلاً من ذلك، أرمي حقيبتي على الأرض، أخلع سترتي، وأزحف إلى السرير. المنزل هادئ الآن، لكنه نوع من الهدوء الذي ينبض بالتوتر، وكأنه ينتظر الانفجار التالي.
أغلق عيني، وأمسك بالبطانية، وأحاول التركيز على شعور فرو القطة الناعم تحت أصابعي. إنه راحة صغيرة، لكنه يكفي لإبعاد الظلام، ولو لفترة قصيرة. أقول لنفسي أن الغد سيكون أفضل، وأنني بطريقة ما سأجد وسيلة للمرور. يجب عليّ. لأن في هذه اللحظة، هذا الأمل الصغير هو كل ما لدي.