




الفصل 5 - الرغبة
غزا الخوف الشديد جسد إيزابيلا عندما بدأت الطائرة تدور. بدا العالم وكأنه يقترب من نهايته وكانت على وشك أن تموت وحيدة، بطريقة لم يختبرها سوى القليلون، ولم ينجُ منها أحد ليحكي عن المشاعر والأفكار أو الصور التي غزت أدمغتهم في لحظاتهم الأخيرة من الحياة. لم يكن هذا النوع من المعرفة ليكون مفيدًا بأي شكل، لكن الدموع كانت تغمر خديها وهي تبكي بحرقة. لم يكن لديها شخص عزيز تخشى أن تتركه وراءها، باستثناء ربما أختها، رغم أنه في السنوات الأخيرة لم يكن هناك الكثير من التواصل بينهما. ربما لن تنجو لويزا أيضًا ولن تعرف أبدًا عن موتها الفظيع. ربما سيلتقيان في الجانب الآخر، إذا كان هناك شيء من هذا القبيل، لم تكن تعرف بالتأكيد. لم يكن هناك حبيب سيفتقدها عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع ويضطر للغناء وحيدًا في سيارته أثناء رحلات قصيرة حول البلاد. لا زوج يشتاق إليها أثناء ترتيب السرير ليلاً أو إعداد الفطور ببقايا العشاء السابق، ولا أطفال يبكون لغيابها بعد المدرسة لأنها لن تكون هناك للمساعدة في الواجبات المنزلية أو لقراءة قصة قبل النوم. كانت لا تزال شابة، لكنها كانت تحلم دائمًا بتكوين أسرة. الآن كان كل ذلك عبثًا. لم يكن لديها حتى صديق يأسف لوفاتها. بالفعل، كان لديها زملاء في العمل في المطعم الذين كانت تتعامل معهم بشكل جيد، لكنها كانت من النوع الذي يحتفظ بأموره لنفسه. بعد أن مرت بالعديد من المآسي الشخصية، كان تجنب الأذى مرة أخرى هو أولويتها القصوى. "فلماذا يؤلمني الأمر بشدة الآن؟" بكت بلا تحكم. "وأين إدموند؟" فجأة، شاركها نفس المكان مرة أخرى، كان واقفًا أمامها بكل مجده الرائع بجسده العاري والمثير. حبست أنفاسها. "الآن أشعر حقًا أنني سأموت!" نظرته العميقة المليئة بالقلق وهو يحاول تهدئتها تحولت فجأة إلى نظرة شهوانية ملتهبة، جوع يصرخ ليُشبع. عيناه التي تسحب الروح تتجول على جسدها أسرتها وجعلتها عاجزة عن الحركة. كانت تحدق في عمل فني كان جسده، وفجأة امتلأ فمها باللعاب، واضطرت لابتلاع ريقها. "هل هناك احتمال ضئيل أنني نائمة وأحلم، أتخيل هذا الرجل الوسيم بشكل سخيف؟" هزت رأسها. "لا، إنه حقيقي." رفعها في ذراعيه العضليتين القويتين، ووضعت يديها برفق على صدره الرطب لتحقيق التوازن. أرسل اللمس إشارات كهربائية إلى أجزائها الأنثوية، ضعفت ركبتيها، كانت ممتنة عندما وضعها في السرير. لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. أمسك بفخذيها الداخليين بيديه الماهرات، متسللًا تحت ملابسها، مقتربًا ببطء من مركز متعتها بحركة بطيئة معذبة. كانت مبتلة ومحتاجة، مسحورة بالرجل الذي أمامها.
"سأحول هذا إلى شيء يستحق أن نموت من أجله!" همس في أذنها، وصوته الآثم أيقظ رغبات لم تكن تعرف كيف توقفها، مما أجبرها على ترك أي نوع من القيم الأخلاقية أو المحظورات. لم تستطع إقناع نفسها بالاهتمام بما هو صواب أو خطأ بعد الآن. لم يعد أحد يهم، كان الأمر فقط بينهما في تلك اللحظة، يذوبان بشفاههما بشغف، يتذوقان مما يمكن للآخر أن يقدمه، هاربين من الواقع الكارثي.
'إذا كان علي أن أموت، فسأموت هكذا، أرغب بشدة في أن أشعر به أكثر، جسدي في حالة اشتعال، ينتظر أن يُروض بالشيء الذي لا يستطيع أحد سواه أن يقدمه لي.'
كانت ملابسها قد أُبعدت عندما أفسد طرق غير متوقع على الباب مزاجهما. تبع ذلك صوت المضيفة المضطرب:
"سيد ستارك، أود أن أبلغك بأن الطائرة تعرضت لعطل، لكن تم إصلاح المشكلة ونحن في المسار الصحيح. هل أنت بخير في الداخل؟"
"نعم، كل شيء بخير هنا."
يبدو أن هذا كان إشارة لإدموند، حيث استعاد وعيه من أي حالة كان فيها دون تأخير، ناظرًا إليها بعينين حائرتين، قبل أن يهرب من الغرفة، تاركًا إياها خلفه، عارية ومصدومة إلى حد لا يُصدق.
أغلق الباب خلفه، واتكأ عليه لبضع ثوانٍ.
'كيف حدث ذلك بحق الجحيم؟' وبخ نفسه، عضوه لا يزال صلبًا ونابضًا برغبة جنسية شديدة، يتوق إليها وإليها فقط، متوسلاً ليُدفن داخل ذلك الجسد الناعم الكريمي.
'يا إلهي، أنا لا أزال عاريًا!'
غطى نفسه ببطانية من أسفل الكرسي، شاكراً الله أن الطائرة كانت مجهزة بكل ما يمكن أن يحتاجه المرء، العودة إلى تلك الغرفة ستكون كارثة ضخمة كان حريصًا على تجنبها بأي ثمن.
'هي لا تعني لي شيئًا، كان شيئًا حدث في لحظة، من الجيد أنه لم يصل إلى نتيجة. أليس كذلك؟'
كان جسدها كل ما تخيله تحت كل تلك الملابس المملة التي كانت بمثابة درع ضد الذكور. إذا لم يكن المرء متمرسًا بما فيه الكفاية، فلن يخمن الكنوز المخفية تحتها. حدث فقط أن عينيه كانتا مدربتين جيدًا.
كانت شفتاها تذوقان كفاكهة محرمة حلوة، لذيذة لدرجة يمكن أن يجن المرء بعد لقمة صغيرة بسيطة، لدرجة الإدمان يمكن أن يموت المرء إذا لم يُمنح قطعة ثانية.
"هل تحتاج إلى شيء، سيد ستارك؟ هل يمكنني أن أكون في خدمتك بأي شكل؟" النظرة الغريبة التي أرسلتها المضيفة في طريقه أثناء طرح السؤال ضربته كصاعقة، تذكره بشكل عنيف من هو.
إدموند ستارك.
إدموند ستارك العظيم.
اسمه يثير القشعريرة في العمود الفقري لمن يسمعه ويجلب الرعب الفوري لأولئك الذين يعترضون طريقه.
'ماذا أفعل هنا، أتجنب تلك الفتاة الهشة التي تبكي وتبكي طوال اليوم منذ أن قابلتها، كما لو كان البكاء هو نشاطها الأكثر قيمة؟ سأعود إليها!'