Read with BonusRead with Bonus

4

ذاكرة مشاهدة هذا المشهد مرات عديدة تذكرني أنهم يأخذونهم ويسحبون الأغطية لتحريرهم، ويضعونهم تحت ضوء القمر الكامل ليباركهم، ومنطقياً، جزء من عقلي يخبرني أن هذا ما يحدث. يكاد يكون الأمر وكأنني لم أعد متصلاً بأطرافي بينما يسير إحساس دافئ بحزم عبر خدي. صوت خشن يأتي من خلال الضباب نحوي.

"سيؤلمك... لا أستطيع الانتظار لمشاهدته، مرفوضة. أو ربما أستغل هذه الفرصة. أخيراً، أحصل على ما أريد." بالكاد أتعرف على الصوت، لكن حدسي يخبرني أنه ديمون، فتى من مجموعة كونران الذي حاول تقبيلي قبل عام. حاصرني في ممر المدرسة، دفعني إلى الحائط، وحاول إجبارني على تقبيله بينما كان يدفع يده تحت فستاني. قاومته، تاركة له خدشاً جميلاً على وجهه المتعجرف، ومنذ ذلك الحين وهو يسعى للانتقام مني. ليس لأنني أضررته بشدة، نحن نلتئم بسرعة، لكنني تركت ندبة في كبريائه وغروره.

لا أستطيع أن أتحرك، ومع تحرك إحساس حار وغزوي أسفل كتفي، لا أستطيع سوى التململ، راغبة بشدة في إبعاد يديه عني. لكنه ليس بهذا الغباء، ومع كل العيون علينا، يتركني لمصيري بينما أحاول العودة إلى وعيي. فجأة أخاف من أنه سيكون هو من يعتني بي بعد انتهاء هذا. مسؤول عن إعادتي إلى ملابسي والظل المخفي لحافة الجرف. من يعلم ماذا سيفعل؟ لا أتذكر إذا كان التحول يخرجك من حالة التخدير عندما ينتهي أم لا.

لا أستطيع التفكير في الأمر أكثر بينما يضربني ضوء حارق بقوة على سطح جسدي بالكامل، كأن شعلة لحام قد أشعلت، وأتشنج بشكل غريزي في وضعية مقوسة على الأرض. كل بوصة من جلدي تتقرح وتتشقق إلى مستويات تعذيب حارقة كأنني قد اشتعلت بالنار وأجهد وأخدش الأرض تحتي، ألهث بجهد. أكسر أظافري على التضاريس الوعرة بينما أبحث عن الراحة ولا أستطيع سوى الصراخ.

أصرخ من الألم، ألتوي في عذاب، بينما إحساس شديد يمزق جلدي عن عظامي ويغمرني. صوتي يتعمق، خشن ومبحوح كأنني أبتلع شظايا، وتتحول صرخاتي إلى زمجرات، وحلقي يكاد ينفجر من الجهد. لثانية، كأنني أتعرض للخنق. أنا تحت الهجوم. جسدي يتعرض للتمزيق، الالتواء، الكسر، والقتل، لكن هذا ليس ذئباً آخر... هذا هو التحول. إنه أسوأ بكثير مما تخيلت.

التشقق، التشنج، والألم المدمر يمزقني بشكل جهنمي. يدفعني للتدحرج لتخفيف الألم بينما الأوساخ، الصخور، والغبار تخدش جلدي وتحرقني بينما أحتك بها. أنين وأتأوه، لكن لا شيء يخفف من عذاب جسدي الذي يتكسر ويمزق نفسه. أصرخ، أطلب من أمي أن تنقذني، أصرخ للقدر أن يوقف هذا، وأخدش الصخور، أكسر أصابعي بقوة مقاومتي وأمزق ما تبقى من جلدي على الحواف الحادة تحتي.

لا أحد يمكنه أن يجهزني لما أشعر به، وأنا أتحول من الداخل إلى الخارج بينما أشوى ببطء على سرير مفتوح من الفحم الساخن. لا أستطيع التنفس، لا أستطيع الصراخ بعد الآن، وبصمت، ألتوي وأرتعش وألتف وأدور بينما ألتهمني الجحيم.

أصواتنا تغرق تحت وطأة الدوس والهتاف والتصفيق من المجموعات، التي تهدر عبر الأرض وتردد في جسدي المحطم والمكسور، مما يفسح المجال للعواء عندما يصل القمر إلى ذروته. يشجعوننا على القيام بالتحول النهائي لنصبح مثلهم. يتحدون للعواء، تحت أوامر صارمة بألا يتحول أحد هذه الليلة ويكسر الحفل. فقط الجدد سيتحولون هذه الليلة. فقط دماؤنا ستنسكب بينما يتم تدمير شكلنا البشري لبناء شيء أفضل.

أريد أن أموت.

الألم لا يطاق، يدفعني إلى حافة الجنون، ويشعرني حقاً وكأن نفسي البشرية تتعرض للتعذيب حتى الفناء. كل عظمة في جسدي تنكسر وتتشكل من جديد وكأنها تُفعل يدوياً، واحدة تلو الأخرى. جلدي يتمزق وينفصل عن العضلات. أنا مبللة، سائل حار يتدفق بينما ينزف الدم من الجروح الجهنمية التي تبدو وكأنها تدوم إلى الأبد، يغمرني بحرارة لزجة، ويترك رائحة معدنية كريهة. لا أستطيع التمييز بين العرق والدم وربما سوائل أخرى. أعوي وأجهد بكل قوتي، أرفع وجهي إلى الهواء وأتنفس بارتياح عندما تستنشق رئتاي وأخيراً أتنفس. بالكاد أتمسك، أصل إلى ذروة حيث عقلي على وشك الانهيار، وبقايا العقل تتأرجح على حافة الجرف.

ثم ... كل شيء يصبح ساكناً.

كل شيء يتوقف. كأنني أُسكب بمشروب بارد على حروق الشمس، تهدئة فورية تضرب بقوة وبشدة بينما يصبح صوتي صامتاً، وتصبح حروقي باردة، وتلتئم كسوري.

أتوقف عن مقاومة جسدي. أدرك التوقف الفوري لكل هذا والصمت الغريب الذي يحيط بي فجأة. الصمت غير الطبيعي. ضبابي ومشوش بينما يدور رأسي، وأحاول الإمساك ببعض الإحساس بالواقع. ألتقط أنفاسي، أتنفس الهواء البارد، وأهدأ بينما يتلاشى الضباب، وتعود رؤيتي قليلاً.

أحاول النهوض، أستقيم، رغم أن الأمر يبدو مختلفاً وأتعثر جانبياً بشعور مشوش بالاستقامة. أنا على يدي وركبتي رغم أنني لا أعرف كيف وصلت إلى هذا الوضع. لا أستطيع الوقوف أو دفع نفسي كما كنت أفعل لأن كل شيء يبدو غريباً، وأرمش وأهز رأسي لأوضح عيني بما يكفي لأرى أي اتجاه أنا مواجه. أرمش، تدمع عيناي، وأخيراً يعود الجفاف إلى الرطوبة، وأرى أشكالاً وظلالاً تتضح تفاصيلها أكثر. مشوشة، لكن هناك هدوء يتغلب علي، إحساس بالسكينة مع حواس معززة بكل طريقة.

أنظر إلى الأسفل، وأرى مخالب تدهشني في البداية. أتنفس بعمق من قربها وأدرك أنها لي، حيث يجب أن تكون يداي، مسطحة على الأرض. مخالب كبيرة، قوية، أكبر مما كنت أعتقد. أرفع واحدة وأهزها، كأنني بحاجة لإقناع نفسي بأنني أستطيع استخدام هذه الطرف والسيطرة عليه. إنها متصلة حقاً بجسدي. ساقاي صلبة، بفراء فضي رمادي كثيف على صدري العضلي. لدي خط من أنقى الأبيض الثلجي يمتد بقدر ما أستطيع رؤيته. أنظر إليه، أرجع للخلف، وأسحب ذقني بإحكام لأتبعه حتى لا أستطيع التمدد أكثر لرؤيته.

لدي ذاكرة قليلة عن أمي في شكلها الحقيقي، لكنني أعلم أن هذا منها. كانت بيضاء وأبي فضي، ومع ذلك نادراً ما يجتمع الاثنان بهذه الطريقة. معظم الذئاب بنية أو رمادية... الأبيض هو طفرة نادرة جداً، وكانت أمي تحاول إخفاءه لأنه كان يجلب فقط النظرات.

Previous ChapterNext Chapter